أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ١٣٥
إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) * إلى غير ذلك من الآيات. وقرأ هذا الحرف حمزة والكسائي وحفص عن عاصم * (قال ربى يعلم القول) * بألف بعد القاف وفتح اللام بصيغة الفعل الماضي، وقرأه الباقون * (قل) * بضم القاف وإسكان اللام بصيغة الأمر. قوله تعالى: * (بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر) *. الظاهر أن الإضراب في قوله هنا * (بل قالوا أضغاث أحلام) * إلخ، إضراب انتقالي لا إبطالي، لأنهم قالوا ذلك كله، وقال بعض العلماء: كل هذه الأقوال المختلفة التي حكاها الله عنهم صدرت من طائفة متفقة لا يثبتون على قول، بل تارة يقولون هو ساحر، وتارة شاعر، وهكذا، لأن المبطل لا يثبت على قول واحد. وقال بعض أهل العلم: كل واحد من تلك الأقوال قالته طائفه: كما قدمنا الإشارة إلى هذا في سورة (الحجر) في الكلام على قوله تعالى: * (الذين جعلوا القرءان عضين) * وقد رد الله عليهم هذه الدعاوى الباطلة في آيات من كتابه: كرده دعواهم أنه شاعر أو كاهن في قوله تعالى: * (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الا قاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين) *، وقوله تعالى: * (وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرءان مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) *، وقوله في رد دعواهم إنه افتراه: * (وما كان هاذا القرءان أن يفترى من دون الله ولاكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) *، وقوله تعالى: * (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) *، وقوله تعالى: * (ما كان حديثا يفترى ولاكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * إلى غير ذلك من الآيات، وكقوله في رد دعواهم إنه كاهن أو مجنون: * (مآ أنت بنعمة ربك بمجنون) *، وقوله تعالى: * (وما صاحبكم بمجنون) *، وقوله تعالى: * (قل إنمآ أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد) *
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»