جانب، كما قال تعالى: * (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) *، وقال: * (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) *، وقال: * (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (وإن يستغيثوا) * يعني إن يطلبوا الغوث مما هم فيه من الكرب يغاثوا، يؤتوا بغوث هو ماء كالمهل. والمهل في اللغة: يطلق على ما أذيب من جواهر الأرض، كذائب الحديد والنحاس، والرصاص ونحو ذلك.
ويطلق أيضا على دردي الزيت وهو عكره. والمراد بالمهل في الآية: ما أذيب من جواهر الأرض. وقيل: دردي الزيت. وقيل: هو نوع من القطران. وقيل السم.
فإن قيل: أي إغاثة في ماء كالمهل مع أنه من أشد العذاب، وكيف قال الله تعالى: * (يغاثوا بمآء كالمهل) *.
فالجواب أن هذا من أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن. ونظيره من كلام العرب قول بشر بن أبي حازم: فالجواب أن هذا من أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن. ونظيره من كلام العرب قول بشر بن أبي حازم:
* غضبت تميم أن تقتل عامر * يوم النسار فأعتبوا بالصيلم * فمعنى قوله (أعتبوا بالصيلم): أي أرضوا بالسيف. يعني ليس لهم منا إرضاء إلا بالسيف. وقول عمرو بن معد يكرب: فمعنى قوله (أعتبوا بالصيلم): أي أرضوا بالسيف. يعني ليس لهم منا إرضاء إلا بالسيف. وقول عمرو بن معد يكرب:
* وخيل قد دلفت لها بخيل * تحية بينهم ضرب وجيع * يعني لا تحية لهم إلا الضرب الوجيع. وإذا كانوا لا يغاثون إلا بماء كالمهل علم من ذلك أنهم لا إغاثة لهم البتة. والياء في قوله (يستغيثوا) والألف في قوله (يغاثوا) كانا هما مبدلة من واو، لأن مادة الاستغاثة من الأحرف الواوي العين، ولكن العين أعلت للساكن الصحيح قبلها، على حد قوله في الخلاصة: على حد قوله في الخلاصة:
* لساكن صح انقل التحريك من * ذي لين آت عين فعل كأبن * وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (يشوى الوجوه) * أي يحرقها حتى تسقط فروة الوجه، أعاذنا الله والمسلمين منها وعن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية الكريمة أنه قال: (كالمهل يشوي الوجوه)، هو كعكر الزيت فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه. قال