أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٤٢
لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا) *، وقوله: * (ولو أنما فى الا رض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) *.
قوله تعالى: * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) *.
هذا الميثاق المذكور يبينه قوله تعالى: * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه ورآء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) *.
قوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بنىءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنآ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هاذا غافلين أو تقولوا إنمآ أشرك ءاباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) *.
في هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء:
أحدهما: أن معنى أخذه ذرية بني آدم من ظهورهم: هو إيجاد قرن منهم بعد قرن، وإنشاء قوم بعد آخرين كما قال تعالى: * (كمآ أنشأكم من ذرية قوم ءاخرين) *، وقال: * (هو الذى جعلكم خلائف فى الا رض) * وقال: * (ويجعلكم حلفآء) *، ونحو ذلك من الآيات: وعلى هذا القول فمعنى قوله: * (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * أن إشهادهم على أنفسهم إنما هو بما نصب لهم من الأدلة القاطعة بأنه ربهم المستحق منهم لأن يعبدوه، وحده، وعليه فمعنى قالوا بلى، أي قالوا ذلك: بلسان حالهم لظهور الأدلة عليه ونظيره من إطلاق الشهادة على شهادة لسان الحال قوله تعالى: * (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شهدين على أنفسهم بالكفر) * أي بلسان حالهم على القول بذلك، وقوله تعالى: * (إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد) * أي بلسان حاله أيضا على القول بأن ذلك هو المراد في الآية أيضا.
واحتج من ذهب إلى هذا القول بأن الله جل وعلا جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في الإشراك به جل وعلا في قوله: * (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هاذا غافلين أو تقولوا إنمآ أشرك ءاباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم) *، قالوا: فلو كان الإشهاد المذكور الإشهاد عليهم يوم الميثاق، وهم في صورة الذر لما كان حجة عليهم،
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»