أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٢
القرآن في قوله: * (وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر) *. قوله تعالى: * (أفمن يخلق كمن لا يخلق) *. تقدم بيان مثل هذه الآية في موضعين. * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله لغفور رحيم * والله يعلم ما تسرون وما تعلنون * والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحيآء وما يشعرون أيان يبعثون * إلاهكم إلاه واحد فالذين لا يؤمنون بالا خرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون * لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين * وإذا قيل لهم ماذآ أنزل ربكم قالوا أساطير الا ولين * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا سآء ما يزرون * قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركآئى الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزى اليوم والسوء على الكافرين * الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين * وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا فى هاذه الدنيا حسنة ولدار الا خرة خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجرى من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشآءون كذلك يجزى الله المتقين) * قوله تعالى: * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله لغفور رحيم) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن بني آدم لا يقدرون على إحصاء نعم الله لكثرتها عليهم، وأتبع ذلك بقوله: * (إن الله لغفور رحيم) * فدل ذلك على تقصير بني آدم في شكر تلك النعم، وأن الله يغفر لمن تاب منهم، ويغفر لمن شاء أن يغفر له ذلك التقصير في شكر النعم. وبين هذا الفهوم المشار إليه هنا بقوله: * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) *.
وبين في موضع آخر: أن كل النعم على بني آدم منه جل وعلا، وذلك في قوله: * (وما بكم من نعمة فمن الله) *.
وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن المفرد إذا كان اسم جنس وأضيف إلى معرفة أنه يعم كما تقرر في الأصول. لأن (نعمة الله) مفرد أضيف إلى معرفة فعم النعم.
وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود عاطفا على صيغ العموم: وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن المفرد إذا كان اسم جنس وأضيف إلى معرفة أنه يعم كما تقرر في الأصول. لأن (نعمة الله) مفرد أضيف إلى معرفة فعم النعم. وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود عاطفا على صيغ العموم:
* أو بإضافة إلى معرف * إذا تحقق الخصوص قد نفي * وإذا قيل لهم ماذآ أنزل ربكم قالوا أساطير الا ولين) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الكفار إذا سئلوا عما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: لم ينزل عليه شيء. وإنما هذا الذي يتكلم به من أساطير الأولين، نقله من كتبهم. والأساطير: جمع أسطورة أو إسطارة، وهي الشيء المسطور في كتب الأقدمين من الأكاذيب والأباطيل. أصلها من سطر: إذا كتب. ومنه قوله تعالى: * (وكتاب مسطور) *. وقال بعض العلماء: الأساطير: الترهات والأباطيل. وأوضح هذا المعنى في آيات أخر. كقوله: * (وقالوا أساطير الا ولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا) *، وقوله: * (وإذا تتلى عليهم ءاياتنا قالوا قد سمعنا لو نشآء لقلنا مثل هاذآ إن هاذآ إلا أساطير الأولين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله: * (ماذا) * يحتمل أن تكون (ذا) موصولة و (ما) مبتدأ، وجملة (أنزل)
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»