أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٣٦١
القرآن كقوله: * (ألم نجعل الا رض مهادا والجبال أوتادا) *، وقوله: * (وجعلنا فى الا رض رواسى) *، وقوله: * (وجعلنا فيها رواسى شامخات) *، وقوله جل وعلا: * (خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى فى الا رض رواسى أن تميد بكم) *، وقوله: * (والجبال أرساها) * والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا.
ومعنى تميد: تميل وتضطرب.
وفي معنى قوله * (ءان) * وجهان معروفان للعلماء: أحدهما كراهة أن تميد بكم. والثاني أن المعنى: لئلا تميد بكم. وهما متقاربان.
الثانية إجراؤه الأنهار في الأرض المذكور هنا في قوله: * (وأنهارا) * وكرر تعالى في القرآن الامتنان بتفجيره الماء في الأرض لخلقه: كقوله: * (وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر...) *، وقوله: * (أفرءيتم المآء الذى تشربون أءنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشآء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) *، وقوله: * (وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره) *، إلى غير ذلك من الآيات.
الثالثة جعله في الأرض سبلا يسلكها الناس، ويسيرون فيها من قطر إلى قطر في طلب حاجاتهم المذكور هنا في قوله: * (وسبلا) * وهو جمع سبيل بمعنى الطريق. وكرر الامتنان بذلك في القرآن. كقوله: * (وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون) *، وقوله: * (والله جعل لكم الا رض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا) *، وقوله: * (قال علمها عند ربى فى كتاب لا يضل ربى ولا ينسى الذى جعل لكم الا رض مهدا وسلك لكم فيها سبلا) *، وقوله: * (هو الذى جعل لكم الا رض ذلولا فامشوا فى مناكبها) *، وقوله: * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والا رض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذى جعل لكم الا رض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون) *، إلى غير ذلك من الآيات.
الرابعة جعله العلامات لبني آدم. ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر المذكور هنا في قوله: * (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) *. وقد ذكر الامتنان بنحو ذلك في
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»