((سورة النحل)) * (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشآء من عباده أن أنذروا أنه لا إلاه إلا أنا فاتقون * خلق السماوات والا رض بالحق تعالى عما يشركون) * قوله تعالى: * (أتى أمر الله) *. أي قرب وقت إتيان القيامة.
وعبر بصيغة الماضي تنزيلا لتحقق الوقوع منزلة الوقوع. واقتراب القيامة المشار إليه هنا بينه جل وعلا في مواضع أخر، كقوله: * (اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون) *، وقوله جل وعلا: * (اقتربت الساعة وانشق القمر) *، وقوله: * (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) *، وقوله: * (وما يدريك لعل الساعة قريب) *، وقوله جل وعلا: * (أزفت الا زفة ليس لها من دون الله كاشفة) * إلى غير ذلك من الآيات.
والتعبير عن المستقبل بصيغة الماضي لتحقق وقوعه كثير في القرآن، كقوله: * (ونفخ فى الصور فصعق من فى السماوات) *، وقوله * (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) *، وقوله: * (وأشرقت الا رض بنور ربها ووضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهدآء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون وسيق الذين كفروا) *.
فكل هذه الأفعال الماضية بمعنى الاستقبال، نزل تحقق وقوعها منزلة الوقوع. وقوله تعالى: * (فلا تستعجلوه) *. نهى الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن استعجال ما وعد به من الهول والعذاب يوم القيامة. والاستعجال هو طلبهم أن يعجل لهم ما يوعدون به من العذاب يوم القيامة.
والآيات الموضحة لهذا المعنى كثيرة، كقوله جل وعلا: * (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجآءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) *، وقوله: * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين ءامنوا مشفقون منها) *، وقوله: * (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه) *، وقوله: * (وقالوا ربنا عجل لنا