أذاهم) * إلى غير ذلك من الآيات. * (إنا كفيناك المستهزءين * الذين يجعلون مع الله إلاها ءاخر فسوف يعملون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) * قوله تعالى: * (إنا كفيناك المستهزءين) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه كفى نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين الذين كانوا يستهزؤون به وهم قوم من قريش. وذكر في مواضع أخر أنه كفاه غيرهم. كقوله في أهل الكتاب: * (فسيكفيكهم الله) *، وقوله: * (أليس الله بكاف عبده) *، إلى غير ذلك من الآيات.
والمستهزؤون المذكورون: هم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن قيس السهمي والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب.
والآفات التي كانت سبب هلاكهم مشهورة في التاريخ. قوله تعالى: * (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يعلم أن نبيه صلى الله عليه وسلم يضيق صدره بما يقول الكفار فيه: من الطعن والتكذيب، والطعن في القرآن. وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله: * (قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون) *، وقوله: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضآئق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جآء معه) *، وقوله * (فلعلك باخع نفسك علىءاثارهم إن لم يؤمنوا بهاذا الحديث أسفا) * وقوله: * (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) * إلى غير ذلك من الآيات. وقد قدمنا شيئا من ذلك من الأنعام. قوله تعالى: * (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) *. أمر جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بأمرين: أحدهما قوله: * (فسبح بحمد ربك) *، والثاني قوله: * (وكن من الساجدين) *.
وقد تكرر تعالى في كتابة الأمر بالشيئين المذكورين في هذه الآية الكريمة، كقوله في الأول: * (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) *، وقوله: * (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) *، وقوله: * (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى والابكار) * والآيات بمثل ذلك كثيرة.
وأصل التسبيح في اللغة: الإبعاد عن السوء. ومعناه في عرف الشرع: تنزيه الله