من بين الصلب والترآئب) * لأن المراد بالصلب صلب الرجل وهو ظهره، والمراد بالترائب ترائب المرأة وهي موضع القلادة منها. ومنه قول امرئ القيس: يخرج من بين الصلب والترآئب) * لأن المراد بالصلب صلب الرجل وهو ظهره، والمراد بالترائب ترائب المرأة وهي موضع القلادة منها. ومنه قول امرئ القيس:
* مهفهفة بيضاء غير مفاضة * ترائبها مصقولة كالسجنجل * واستشهد ابن عباس لنافع بن الأزرق على أن الترائب موضع القلادة بقول المخبل أو ابن أبي ربيعة: واستشهد ابن عباس لنافع بن الأزرق على أن الترائب موضع القلادة بقول المخبل أو ابن أبي ربيعة:
* والزعفران على ترائبها * شرقا به اللبات والنحر * فقوله هنا (من بين الصلب والترائب) يدل على أن الأمشاج هي الأخلاط المذكورة. وأمر الإنسان بأن ينظر مم خلق في قوله: * (فلينظر الإنسان مم خلق) * تنبيه له على حقارة ما خلق منه. ليعرف قدره، ويترك التكبر والعتو، ويدل لذلك قوله: * (ألم نخلقكم من مآء مهين) *.
وبين جل وعلا حقارته بقوله: * (أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون) * والتعبير عن النطفة بما الموصولة في قوله: * (مما يعلمون) * فيه غاية تحقير ذلك الأصل الذي خلق منه الإنسان. وفي ذلك أعظم ردع، وأبلغ زجر عن التكبر والتعاظم.
وقوله جل وعلا: * (فإذا هو خصيم مبين) * أظهر القولين فيه: أنه ذم للإنسان المذكور. والمعنى: خلقناه ليعبدنا ويخضع لنا ويطبع. ففاجأ بالخصومة والتكذيب، كما تدل عليه (إذا) الفجائية. ويوضح هذا المعنى قوله: * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * مع قوله جل وعلا: * (أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم م بين وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأهآ أول مرة وهو بكل خلق عليم) *، وقوله: * (وهو الذى خلق من المآء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا) *، وقوله: * (ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر إلإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) * إلى غير ذلك من الآيات. وسيأتي إن شاء الله تعالى زيادة إيضاح لهذا المبحث في (سورة الطارق).