(بلا إله إلا الله) وأمرهم بتقواه.
وقد أوضح جل وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة. كقوله: * (ومآ أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون) *، وقوله: * (ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) *، وقوله) * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنآ أجعلنا من دون الرحمان ءالهة يعبدون) *، وقوله: * (قل إنمآ يوحى إلى أنمآ إلاهكم إلاه واحد فهل أنتم مسلمون) * إلى غير ذلك من الآيات. وقد قدمنا معنى الإنذار، ومعنى التقوى. قوله تعالى: * (خلق السماوات والا رض بالحق تعالى عما يشركون) *. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه هو خالق السماوات والأرض، وأن من يخلق هذه المخلوقات العظيمة يتنزه ويتعاظم أن يعبد معه ما لا يخلق شيئا، ولا يملك لنفسه شيئا.
فالآية تدل على أن من يبرز الخلائق من العدم إلى الوجود، لا يصح أن يعبد من لا يقدر على شيء. ولهذا أتبع قوله: * (خلق السماوات والا رض بالحق) * بقوله: * (تعالى عما يشركون) *.
وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة. كقوله: * (ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين) *. فدل على أن المعبود هو الخالق دون غيره، وقوله: * (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) * وقوله: * (أم جعلوا لله شركآء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء وهو الواحد القهار) *، وقوله: * (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذى له ملك السماوات والا رض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك وخلق كل شىء فقدره تقديرا واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حيواة ولا نشورا) *، وقوله جل وعلا: * (هاذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين) *، وقوله: * (قل أرءيتم شركآءكم الذين تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الا رض أم لهم شرك فى السماوات) *، وقوله: * (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الا رض أم لهم شرك فى السماوات ائتونى بكتاب من قبل هاذآ أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) *، وقوله جل وعلا: * (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) *،