قوله تعالى: * (قال فاخرج منها فإنك رجيم) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه أمر إبليس بالخروج من الجنة مؤكدا أنه رجيم وبين في الأعراف أنه خروج هبوط وأنه يخرج متصفا بالصغار والذل والهوان بقوله: * (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين) *. قوله تعالى: * (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) *. بين في هذه الآية الكريمة أن اللعنة على إبليس إلى يوم الدين وصرح في ص بأن لعنته جل وعلا في إبليس إلى يوم الدين بقوله: * (وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين) * وقد قدمنا في الفاتحة بيان يوم الدين. قوله تعالى * (قال رب بمآ أغويتنى) *. قال بعض العلماء هذا قسم من إبليس بإغواء الله له على أنه يغوي بني آدم إلا عباد الله المخلصين ويدل له أنه أقسم بعزته تعالى على ذلك في قوله * (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين) * وقيل الباء في قوله * (بمآ أغويتنى) * سببية. قوله تعالى: * (لأزينن لهم فى الا رض ولأغوينهم أجمعين) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن إبليس أخبر أنه سيبذل جهده في إضلال بني آدم حتى يضل أكثرهم وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: * (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمآئلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) * وقوله: * (وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) * وقوله: * (قال أرءيتك هاذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا) * وهذا قاله إبليس قبل أن يقع ظنا منه أنه يتمكن من إضلال أكثر بني آدم، وقد بين تعالى أنه صدق ظنه هذا بقوله * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) * وكل آية فيها ذكر إضلال إبليس لبني آدم بين فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا * (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب) *، وقال في الأعراف: * (قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) * وقال في سورة بني إسرائيل: * (قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا) * وقال في ص: * (قال فالحق والحق أقول لاملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) *.
(٢٧٦)