إلى غير ذلك من الآيات. * (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون * قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم * قال أبشرتمونى على أن مسنى الكبر فبم تبشرون * قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين * قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضآلون * قال فما خطبكم أيها المرسلون * قالوا إنآ أرسلنآ إلى قوم مجرمين * إلا ءال لوط إنا لمنجوهم أجمعين * إلا امرأته قدرنآ إنها لمن الغابرين * فلما جآء ءال لوط المرسلون * قال إنكم قوم منكرون * قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون * وآتيناك بالحق وإنا لصادقون * فأسر بأهلك بقطع من اليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون * وقضينآ إليه ذلك الا مر أن دابر هاؤلآء مقطوع مصبحين) *) * قوله تعالى: * (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون) *. لم يبين تعالى في هذه الآية الكريمة هل رد إبراهيم السلام على الملائكة أو لا لأنه لم يذكر هنا رده السلام عليهم وإنما قال عنه إنه قال لهم إنا منكم وجلون وبين في هود والذاريات أنه رد عليهم السلام بقوله في هود * (قال سلام فما لبث أن جآء بعجل حنيذ) * وقوله في الذاريات: * (قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجآء بعجل سمين) * وبين أن الوجل المذكور هنا هو الخوف لقوله في القصة بعينها في هود: * (وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف) * وقوله في الذاريات: * (فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف) *. وقد قدمنا أن من أنواع البيان في هذا الكتاب بيان اللفظ بمرادف له أشهر منه كما هنا لأن الخوف يرادف الوجل وهو أشهر منه، وبين أن سبب خوفه هو عدم أكلهم بقوله: * (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) *. قوله تعالى: * (قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أولئك الضيف الكرام الذين هم ملائكة بشروا إبراهيم بغلاف موصوف بالعلم ونظير ذلك قوله تعالى أيضا في الذاريات: * (قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم) * وهذا الغلام بين تعالى أنه هو إسحاق كما يوضح ذلك قوله في الذاريات * (وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم) * لأن كونها أقبلت في صرة أي صيحة وضجة وصكت وجهها أي لطمته قائلة إنها عجوز عقيم يدل على أن الولد المذكور هي أمه كما لا يخفى ويزيده إيضاحا تصريحه تعالى ببشارتها هي بأنها تلده مصرحا باسمه واسم ولده يعقوب وذلك في قوله تعالى في هود في القصة بعينها: * (وامرأته قآئمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن ورآء إسحاق يعقوب قالت ياويلتا ءألد وأنا عجوز وهاذا بعلى شيخا إن هاذا لشىء عجيب) * وأما الغلام الذي بشر به إبراهيم الموصوف بالحلم المذكور في الصافات في قوله تعالى: * (وقال إنى ذاهب إلى ربى سيهدين رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعى قال يابنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك) * فهو إسماعيل وسترى إن شاء
(٢٨٠)