اليل والنهار) * ومنافع الشمس والقمر اللذين سخرهما الله لأهل الأرض لا يحصيها إلا الله كما هو معروف وقال تعالى: * (هو الذى جعل الشمس ضيآء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) *، وقال تعالى: * (وجعلنا اليل والنهار ءايتين فمحونآ ءاية اليل وجعلنآ ءاية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) * إلى غير ذلك من الآيات المبينة لذلك التسخير لأهل الأرض. وكذلك سخر لأهل الأرض النجوم ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر كما قال تعالى: * (والنجوم مسخرات بأمره) * وقال تعالى: * (وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر) * وقال: * (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) * إلى غير ذلك من الآيات. فهذا هو تسخير ما في السماء لأهل الأرض وخير ما يفسر به القرآن. ومما ويوضح ما ذكرنا أن المخاطبين الأولين بقوله * (وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الا رض) * وهم الصحابة رضي الله عنهم لم يسخر لهم شيء مما في السماوات إلا هذا التسخير الذي ذكرنا الذي بينه القرآن العظيم في آيات كثيرة. فلو كان يراد به التسخير المزعوم عن طريق الصواريخ والأقمار الصناعية لدخل فيه المخاطبون الأولون كما هو ظاهر، وكذلك قوله * (وكأين من ءاية فى السماوات والا رض يمرون عليها وهم عنها معرضون) *، فإن معنى مرورهم على ما في السماوات من الآيات نظرهم إليها كما بينه تعالى في آيات كثيرة كقوله: * (أولم ينظروا فى ملكوت السماوات والا رض وما) * وقوله: * (قل انظروا ماذا فى السماوات والا رض) * وقوله: * (سنريهم ءاياتنا فى الا فاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) * إلى غير ذلك من الآيات.
واعلم وفقني الله وإياك أن التلاعب بكتاب الله جل وعلا وتفسيره بغير معناه لمحاولة توفيقه مع آراء كفرة الإفرنج ليس فيه شيء البتة من مصلحة الدنيا ولا الآخرة وإنما فيه فساد الدارين، ونحن إذ نمنع التلاعب بكتاب الله وتفسيره بغير معناه نحض جميع المسلمين على بذل الوسع في تعليم ما ينفعهم من هذه العلوم الدنيوية مع تمسكهم بدينهم، كما قال تعالى: * (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) * كما سترى بسطه إن شاء الله في سورة بني إسرائيل.
فإن قيل. هذه الآيات التي استدللتم بها على حفظ السماء من الشياطين واردة في