أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
القراءتان السبعيتان في قوله: * (وإن لكم فى الا نعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه) * فإنه قرأه بعض السبعة بضم النون من أسقى الرباعي وقرأه بعضهم بفتحها من سقى الثلاثي ويدل على ذلك أيضا قول لبيد: وإن لكم فى الا نعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه) * فإنه قرأه بعض السبعة بضم النون من أسقى الرباعي وقرأه بعضهم بفتحها من سقى الثلاثي ويدل على ذلك أيضا قول لبيد:
* سقى قومي بني مجد وأسقى * نميرا والقبائل من هلال * ومآ أنتم له بخازنين) *. فيه للعلماء وجهان من التفسير كلاهما يشهد له قرآن الأول: أن معنى * (ومآ أنتم له بخازنين) * أي ليست خزائنه عندكم بل نحن الخازنون له ننزله متى شئنا وهذا الوجه تدل عليه آيات كقوله * (وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) * وقوله: * (ولله خزآئن السماوات والا رض) * ونحو ذلك من الآيات، الوجه الثاني: أن معنى * (ومآ أنتم له بخازنين) * بعد أن أنزلناه عليكم أي لا تقدرون على حفظه في الآبار والعيون والغدران بل نحن الحافظون له فيها ليكون ذخيرة لكم عند الحاجة ويدل لهذا الوجه قوله تعالى * (وأنزلنا من السمآء مآء بقدر فأسكناه فى الا رض وإنا على ذهاب به لقادرون) * وقوله: * (قل أرءيتم إن أصبح مآؤكم غورا فمن يأتيكم بمآء معين) * وقوله: * (أو يصبح مآؤها غورا فلن تستطيع له طلبا) * وقوله: * (ألم تر أن الله أنزل من السمآء مآء فسلكه ينابيع فى الا رض) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وإنا لنحن نحى ونميت) *. بين في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي يحيي ويميت وأوضح ذلك في آيات كثيرة كقوله: * (إنا نحن نحى ونميت وإلينا المصير) * وقوله تعالى: * (ربي الذى يحى ويميت) * وقوله * (لا إلاه إلا هو يحى ويميت ربكم ورب ءابآئكم الا ولين) * وبين في مواضع أخر أنه أحياهم مرتين وأماتهم مرتين كقوله: * (قالوا ربنآ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى) * والإماتة الأولى هي كونهم نطفا وعلقا ومضغا والإماتة الثانية هي موتهم عند انقضاء آجالهم في الدنيا والإحياءة الأولى نفخ الروح فيهم وإخراجهم أحياء من بطون أمهاتهم والإحياءة الثانية بعثهم من قبورهم أحياء يوم القيامة وسيأتي له إن شاء الله تعالى زيادة إيضاح
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»