قوله تعالى: * (على سرر متقابلين) *. بين في هذه الآية الكريمة أن المتقين الذين هم أهل الجنة يوم القيامة يكونون على سرر وأنهم متقابلون ينظر بعضهم إلى وجه بعض ووصف سررهم بصفات جميلة في غير هذا الموضع منها أنها منسوجة بقضبان الذهب وهي الموضوعة قال في الواقعة: * (ثلة من الا ولين وقليل من الا خرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين) * وقيل الموضوعة المصفوفة كقوله: * (متكئين على سرر مصفوفة) * ومنها أنها مرفوعة كقوله في الغاشية: * (فيها سرر مرفوعة) * وقوله في الواقعة: * (وفرش مرفوعة) *، وقوله: * (متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (لا يمسهم فيها نصب) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن أهل الجنة لا يمسهم فيها نصب وهو التعب والإعياء وقوله نصب نكرة في سياق النفي فتعم كل نصب فتدل الآية على سلامة أهل الجنة من جميع أنواع التعب والمشقة وأكد هذا المعنى في قوله تعالى: * (الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) * لأن اللغوب هو التعب والإعياء أيضا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب). قوله تعالى: * (وما هم منها بمخرجين) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن أهل الجنة لا يخرجون منها وأكد نفي إخراجهم منها بالباء في قوله * (بمخرجين) * فيهم دائمون في نعيمها أبدا بلا انقطاع. وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: * (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) * وقوله: * (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا) * وقوله: * (عطآء غير مجذوذ) * وقوله: * (إن هاذا لرزقنا ما له من نفاد) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) *. بين في مواضع أخر أن ضيف إبراهيم المذكورين في هذه الآية أنهم ملائكة كقوله في هود: * (ولقد جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جآء بعجل حنيذ) * كما تقدم وقوله: * (قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنآ أرسلنآ إلى قوم مجرمين) *
(٢٧٩)