أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٤٠
* (ا قوله تعالى وآتينا عيسى ابن مريم البينات لم يبين هنا ما هذه البينات ولكنه بينها في مواضع أخر كقوله: * (ورسولا إلى بني إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه) * إلى غير ذلك من الآيات.
* (وأيدناه بروح القدس) * هو جبريل على الأصح ويدل لذلك قوله تعالى: * (نزل به الروح الأمين) * وقوله: * (فأرسلنا إليها روحنا الآية قوله تعالى) *. * (ولقد جاءكم موسى بالينات لم يبين هنا ما هذه البينات وبينها في مواضع أخر كقوله: * (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات) * وقوله: * (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هي بيضاء) * وقوله: * (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق) *. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (خذوا ما ءاتيناكم بقوة واسمعوا الآية قال بعض العلماء هو من السمع بمعنى الإجابة ومنه قولهم سمعا وطاعة أي: إجابة وطاعة ومنه: سمع الله لمن حمده في الصلاة. أي: أجاب دعاء من حمده ويشهد لهذا المعنى قوله: * (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا) * وهذا قول الجمهور وقيل: إن المراد بقوله * (واسمعوا) * أي: بآذانكم ولا تمتنعوا من أصل الاستماع.
ويدل لهذا الوجه: أن بعض الكفار ربما امتنع من أصل الاستماع خوف أن يسمع كلام الأنبياء كما في قوله تعالى عن نوح مع قومه: * (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا) *.
وقوله عن قوم نبينا صلى الله عليه وسلم: * (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تغلبون) * وقوله: * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»