أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٣٨
* (الآية قوله تعالى إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل لم يبين هنا من أي شئ هذا العجل المعبود من دون الله؟ ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله: * (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار) * وقوله: * (ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري * فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار) * ولم يذكر المفعول الثاني للاتخاذ في جميع القرءان وتقديره: باتخاذكم العجل إلها؛ كما أشار له في سورة طه بقوله: * (وكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى) * قوله تعالى: * (ورفعنا فوقكم الطور) * أوضحه بقوله: * (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) *.
قوله تعالى: * (خذوا ما آتيناكم بقوة) * لم يبين هنا هذا الذي أتاهم ما هو ولكنه بين في موضع آخر أنه الكتاب الفارق بين الحق والباطل وذلك في قوله: * (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون) *. * (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت) * أجمل قصتهم هنا وفصلها في سورة الأعراف في قوله: * (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر الآيات 163 قوله تعالى) *. * (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي لم يبين مقصودهم بقولهم: * (ما هي) * إلا أن جواب سؤالهم دل على أن مرادهم بقولهم في الموضع الأول * (ما هي) * أي: ما سنها؟ بدليل قوله: * (قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر) * الآية. وأن مرادهم بقولهم * (ما هي) * في الموضع الآخر هل هي عاملة أو لا؟ وهل فيها عيب أو لا؟ وهل فيها وشي مخالف للونها أو لا؟ بدليل قوله: * (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها) *. * (وإذ قتلتم نفسا فادرءتم فيها لم يصرح هل هذه النفس ذكر أو أنثى؟. وقد أشار إلى أنها ذكر بقوله: * (فقلنا اضربوه ببعضها) *. * (قوله تعالى كذلك يحى الله الموتى ويريكم اءياته الآية أشار في هذه الآية إلى أن إحياء قتيل بني إسرائيل دليل على بعث الناس بعد الموت؛ لأن من أحيا نفسا
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»