أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٤٢
أعظم آية في إزالة الداء العضال الذي هو طول الأمل. كفانا الله والمؤمنين شره. * (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين * ولقد أنزلنآ إليك آيات بينات وما يكفر بهآ إلا الفاسقون) * قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرءان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: * (نزل به الروح الأمين على قلبك) *. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: * (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرءانه * فإذا قرأناه فاتبع قرءانه * ثم إن علينا بيانه) * وقوله: * (ولا تعجل بالقرءان من قبل إن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) *. * (قوله تعالى أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل ذكر في هذه الآية أن اليهود كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم وصرح في موضع آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعاهد لهم وأنهم ينقضون عهدهم في كل مرة وذلك في قوله: * (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون * الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون) * وصرح في آية أخرى بأنهم أهل خيانة إلا القليل منهم وذلك في قوله: * (ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم) *. * (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أن كثيرا من اليهود نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ولم يؤمنوا به وبين في موضع آخر أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بالكتاب هم الأكثر وذلك في قوله تعالى: * (ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) *. * (أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل لم يبين هنا هذا الذي سئل موسى من قبل ما هو؟ ولكنه بينه في موضع آخر. وذلك في قوله: * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة) *. * (قوله تعالى الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله هذه الآية في أهل الكتاب كما
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»