أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٥٩
الحق وانتشار الباطل وتعدده وتشعبه منه بلفظه.
* (قوله تعالى والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت الآية) * قال بعض العلماء: * (الطاغوت) * الشيطان ويدل لهذا قوله تعالى: * (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) * أي يخوفكم من أوليائه. وقوله تعالى: * (الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا) * وقوله: * (أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو) * وقوله: * (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء) * والتحقيق أن كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت والحظ الأكبر من ذلك للشيطان كما قال تعالى: * (ألم أعهد إليكم يا بنىءادم أن لا تعبدوا الشيطان) * وقال: * (إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) * وقال عن خليله إبراهيم يا أبت لا تعبد الشيطان) * وقال: * (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) *. إلى غير ذلك من الآيات. * (قوله تعالى كالذي ينفق ماله رئآء الناس بين أن المراد ب * (الذي) * الذين بقوله: * (لا يقدرون على شئ مما كسبوا) *.
* (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) *. لم يبين هنا سبب فقرهم؛ ولكنه بين في سورة الحشر أن سبب فقرهم هو إخراج الكفار لهم من ديارهم وأموالهم بقوله: * (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم) *. * (الآية قوله تعالى فمن جآءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف الآية معنى هذه الآية الكريمة أن من جاءه موعظة من ربه يزجره بها عن أكل الربا فانتهى أي: ترك المعاملة بالربا؛ خوفا من الله تعالى وامتثالا لأمره * (فله ما سلف) * أي: ما مضى قبل نزول التحريم من أموال الربا ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن الله لا يؤاخذ الإنسان بفعل أمر إلا بعد أن يحرمه عليه وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة فقد قال في الذين كانوا يشربون الخمر ويأكلون مال الميسر قبل نزول التحريم: * (ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) *.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»