أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ١٥٤
عن ذلك. وذلك في قوله تعالى: * (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف) *. * (لمن يشاء قوله تعالى وءاته الله الملك والحكمة لم يبين هنا شيئا مما علمه وقد بين في مواضع أخر أن مما علمه صنعة الدروع كقوله: * (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم) * الآية قوله: * (وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد) *. * (قوله تعالى) * وإنك لمن المرسلين يفهم من تأكيده هنا بان واللام أن الكفار ينكرون رسالته كما تقرر في فن المعاني وقد صرح بهذا المفهوم في قوله: * (ويقول الذين كفروا لست مرسلا) * * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جآءتهم البينات ولاكن اختلفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولاكن الله يفعل ما يريد * يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون * الله لا إلاه إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم * لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحى ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين * أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هاذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير * وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولاكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم * مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم * الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعهآ أذى والله غنى حليم) * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لم يبين هنا هذا الذي كلمه الله منهم وقد بين أن منهم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بقوله: * (وكلم الله موسى تكليما) * وقوله: * (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي) *.
قال ابن كثير: * (منهم من كلم الله) * يعني موسى ومحمدا صلى الله عليهما وسلم وكذلك آدم كما ورد في الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه.
قال مقيده عفا الله عنه تكليم آدم الوارد في صحيح ابن حبان يبينه قوله تعالى: * (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) * وأمثالها من الآيات فإنه ظاهر في أنه بغير واسطة الملك ويظهر من هذه الآية نهي حواء عن الشجرة على لسانه فهو رسول إليها بذلك.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: * (منهم من كلم الله) * ما نصه: وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آدم أنبي مرسل هو؟ فقال: نعم نبي مكلم قال ابن عطية: وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة فعلى هذا تبقى خاصية موسى اه.
وقال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: * (فإما يأتينكم منى هدى) * في سورة البقرة ما نصه: لأن آدم كان هو النبي صلى الله عليه وسلم أيام حياته بعد أن أهبط إلى
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»