تعالى: (59 - 60) * (إن يباهلهم فإنه قد اتضح لهم الحق ولكن العناد والتعصب منعاهم منه فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ثم يدعون الله تعالى * (إن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين فتشاوروا هل يجيبونه إلى ذلك فاتفق رأيهم * إن لا يجيبوه لأنهم عرفوا أنه نبي الله حقا وأنهم إن باهلوه هلكوا هم وأولادهم وأهلوهم فصالحوه وبذلوا له الجزية وطلبوا منه الموادعة والمهادنة فأجابهم صلى الله عليه وسلم ولم يحرجهم لأنه حصل المقصود من وضوح الحق وتبين عنادهم حيث صمموا على الامتناع عن المباهلة وذلك يبرهن على أنهم كانوا ظالمين * فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين) * فإن أعرضوا عن الحق بعدما تبين لهم ولم يرجعوا عن ضلالاتهم فهم المفسدون والله عليم بهم ولهذا قال تعالى * (إن هذا) * (لهو) * (القصص الحق) * أي الذي لا ريب فيه * (وإن الله لهو العزيز) * الذي قهر بقدرته وقوته جميع الموجودات وأذعنت له سكان الأرض والسماوات ومع ذلك فهو * (الحكيم) * الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها (64) * (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) * هذه الآية الكريمة كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب بها إلى ملوك أهل الكتاب وكان يقرأ أحيانا في الركعة الأولى من سنة الفجر قولوا آمنا بالله الآية ويقرأ بها في الركعة الآخرة من سنة الصبح لاشتمالها على الدعوة إلى دين واحد قد اتفق عليه الأنبياء والمرسلون واحتوت على توحيد الإلهية المبني على عبادة الله وحده لا شريك له وأن يعتقد أن البشر وجميع الخلق كلهم في طور البشرية لا يستحق منهم أحد شيئا من خصائص الربوبية ولامن نعوت الإلهية فإن
(١٣٣)