فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون * فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين * وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين ثم بين ما يفعله بهم فقال فأما الذين كفروا الآيتين وهذا الجزاء عام لكل من اتصف بهذه الأوصاف من جميع أهل الأديان السابقة ثم لما بعث سيد المرسلين وخاتم النبيين ونسخت رسالته الرسالات كلها ونسخ دينه جميع الأديان صار المتمسك بغير هذا الدين من الهالكين * ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) * وقوله تعالى ذلك نتلوه عليك الآية) * أي: هذا القرآن العظيم الذي فيه نبأ الأولين والآخرين والأنبياء والمرسلين هو آيات الله البينات) * وهو الذي يذكر العباد كل ما يحتاجونه وهو الحكيم المحكم صادق الأخبار حسن الأحكام إن مثل عيسى عند الله * (كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم لما ذكر قصة مريم وعيسى ونبأهما الحق وأنه عبد أنعم الله عليه وأن من زعم إن فيه شيئا من الإلهية فقد كذب على الله وكذب جميع أنبيائه وكذب عيسى صلى الله عليه وسلم فإن الشبهة التي عرضت لمن اتخذه إلها شبهة باطلة فلو كان لها وجه صحيح لكان آدم أحق منه فإنه
(١٣١)