الخبر، وفي جنات متعلق به لكنه قدم عليه للاهتمام، ومن أجاز تعدد الخبر أجاز أن يكون خبرا بعد خبر * (ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) * عطف على * (في جنات) * على تقدير كونه خبرا كأنه قيل: استقروا * (في جنات) * * (ووقاهم ربهم) * الخ، أو على * (أتاهم) * إن جعلت * (ما) * مصدرية أي فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم، ولم يجوز كثير عطفه عليه إن جعلت موصولة إذ يكون التقدير فاكهين بالذي وقاهم ربهم فلا يكون راجع إلى الموصول، وجوزه بعض بتقدير الراجع أي وقاهم به على أن الباء للملابسة، وفي " الكشف " لم يحمل على حذف الراجع لكثرة الحذف ولو درج لصا، والفعل من المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو مسموع عند بعضهم، ولا يخفى أنه وجه سديد أيضا، والمعنى عليه أسد لأن الفكاهة تلذذ يشتغل به صاحبه والتلذذ بالايتاء يحتمل التجدد باعتبار تعدد المؤتى إما بالوقاية أي على تقدير المصدرية فلا، وأقول لعله هو المنساق إلى الذهن، وجوز أن يكون حالا بتقدير قد أو بدونه إما من المستكن في الخبر أو في الحال. وإما من فاعل آتى. أو من مفعوله. أو منهما، وإظهار الرب في موقع الإضمار مضافا إلى ضميرهم للتشريف والتعليل. وقرأ أبو حيوة * (وقاهم) * بتشديد القاف.
* (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون) *.
* (كلوا واشربوا هنيئا) * أي يقال لهم * (كلوا واشربوا) * أكلا وشربا هنيئا، أو طعاما وشرابا هنيئا، فالكلام بتقدير القول، و * (هنيئا) * نصب على المصدرية لأنه صفة مصدر. أو على أنه مفعول به، وأيا ما كان فقد تنازعه الفعلان، والهنيء كل ما لا يلحق فيه مشقة ولا يعقب وخامة * (بما كنتم تعملون) * أي بسببه أو بمقابلته والباء عليهما متعلق - بكلوا واشربوا - على التنازع، وجوز الزمخشري كونها زائدة وما بعدها فاعل هنيئا كما في قول كثير: هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت فإن ما فيه فاعل هنيئا على أنه صفة في الأصل بمعنى المصدر المحذوف فعله وجوبا لكثرة الاستعمال كأنه قيل: هنؤ لعزة المستحل من أعراضنا، وحينئذ كما يجوز أن يجعل ما هنا فاعلا على زيادة الباء على معنى هنأكم ما كنتم تعملون يجوز أن يجعل الفاعل مضمرا راجعا إلى الأكل أو الشرب المدلول عليه بفعله، وفيه أن الزيادة في الفاعل لم تثبت سماعا في السعة في غير فاعل كفى على خلاف ولا هي قياسية في مثل هذا ومع ذلك يحتاج الكلام إلى تقدير مضاف أي جزاء ما كنتم الخ، وفيه نوع تكلف.
* (متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين) *.
* (متكئين) * نصب على الحال قال أبو البقاء: من الضمير في * (كلوا) * أو في * (وقاهم) * أو في * (آتاهم) * أو في * (فاكهين) * أو في الظرف يعني في جنات، واستظهر أبو حيان الأخير * (على سرر) * جمع سرير معروف، ويجمع على أسرة وهو من السرور إذ كان لأولى النعمة، وتسمية سرير الميت به للتفاؤل بالسرور الذي يلحق الميت برجوعه إلى جوار الله تعالى وخلاصه من سجن الدنيا، وقرأ أبو السمال سرر بفتح الراء وهي لغة لكلب في المضعف فرارا من توالي ضمتين مع التضعيف.