الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٤
القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الاجر صبا وقرأ انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض * قوله تعالى (قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم الآية قال هم الكفار الذين خلقهم الله للنار زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال أهليهم من أهل الجنة كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم يخسرونها فيتحسرون في النار أحياء ويخسرون أهليهم فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال ليس أحد الا قد أعد الله تعالى له أهلا في الجنة ان أطاعه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله * قوله تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار) الآية * أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله لهم من فوقهم ظلل قال غواش ومن تحتهم ظلل قال مهاد * وأخرج ابن أبي شيبة عن سويد بن غفلة قال إذا أراد الله أن يعذب أهل النار جعل لكل انسان منهم تابوتا من نار على قدره ثم أقفل عليه بأقفال من نار فلا يعرف منه عرق الا وفيه مسمار ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل بأقفال من نار ثم يضرم بينهما نار فلا يرى أحد منهم أن في النار غيره فذلك قوله لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل وقوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش * قوله تعالى (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها قال نزلت هاتان الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون لا إله إلا الله في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان سعيد بن زيد وأبو ذر وسلمان يتبعون في الجاهلية أحسن القول وأحسن القول والكلام لا إله إلا الله قالوا بها فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم يستمعون القول فيتبعون أحسنه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الطاغوت الشيطان هو ههنا واحد وهي جماعة مثل قوله يا أيها الانسان ما غرك قال هي للناس كلهم الذين قال لهم الناس نما هو واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه والذي اجتنبوا الطاغوت قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأنابوا إلى الله لهم البشرى قال أقبلوا إلى الله فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال أحسنه طاعة الله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الضحاك في قوله فيتبعون أحسنه قال ما أمر الله تعالى النبيين عليهم السلام من الطاعة * وأخرج سعيد بن منصور عن الكلبي في قوله الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال هو الرجل الذي يقعد إلى المحدث فيذهب بأحسن ما سمع * واخرج سعيد بن منصور عن عمر بن الخطاب قال لولا ثلاث يسرني أن أكون قدمت لولا أن أضع جبيني لله وأجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر والسير في سبيل الله * وأخرج جويبر عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت لها سبعة أبواب الآية أتى رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي سبعة مماليك وإني أعتقت لكل باب منها مملوكا فنزلت هذه الآية فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما نزلت فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فاستقبل عمر الرسول فرده فقال يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس قدر رحمة الله لاتكلوا ولو يعلمون قدر سخط الله وعقابه لاستصغروا أعمالهم * قوله تعالى (أفمن حق عليه كلمة العذاب) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لهم غرف من فوقها غرف قال علالي * قوله تعالى (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض قال ما أنزل الله من السماء ولكن عروق في الأرض تغمره فذلك
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست