الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢١٥
ما قلت لها منكرا ولا قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله وانه ليس أحد أغير منى فمضى ثم قال يمنعني من كلام ابنة عمى لأتزوجنها من بعده فأنزل الله هذه الآية فأعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله وحج ماشيا من كلمته * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت خطبني على رضي الله عنه فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أسماء متزوجة عليا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما كان لها ان تؤذى الله ورسوله * وأخرج البيهقي في السنن عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته ان سرك أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فان المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة * وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل بن حنيف في قوله ان تبدوا شيئا أو تخفوه قال إن تتكلموا به فتقولون نتزوج فلانة لبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو تخفوا ذلك في أنفسكم فلا تنطقوا به يعلمه الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن شهاب رضي الله عنه قال بلغنا أن العالية بنت ظبيان طلقها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم نساؤه على الناس فنكحت ابن عم لها وولدت فيهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ان تبدوا شيئا قال مما يكرهه النبي صلى الله عليه وسلم أو تخفوه في أنفسكم فان الله كان بكل شئ عليما يقول فان الله يعلمه * قوله تعالى (لا جناح عليهن في آبائهن) الآية * اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا جناح عليهن في آبائهن حتى بلغ ولا نسائهن قال أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله نسائهن يعنى نساء المسلمات أو ما ملكت أيمانهن من المماليك والإماء ورخص لهن أن يروهن بعدما ضرب عليهن الحجاب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا جناح عليهن في آبائهن ومن ذكر معهن أن يروهن يعنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن الزهري رضي الله عنه أنه قيل له من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل فسائر الناس قال كن يحتجبن منه حتى إنهن ليكلمنه من وراء حجاب وربما كان سترا واحدا الا المملوكين والمكاتبين فإنهن كن لا يحتجبن منهم * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن أبي جعفر محمد بن علي ان الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضي الله عنهما ان رؤيتهما لهن لحل * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضي الله عنه قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ان عائشة رضي الله عنها احتجبت من الحسن رضي الله عنه فقال إن رؤيته لها لتحل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لا جناح عليهن الآية قال لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتانها لأبنائهما * قوله تعالى (ان الله وملائكته) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما يصلون يتبركون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه قال صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه الدعاء له * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام هل يصلى ربك فناداه ربه يا موسى سألوك هل يصلى ربه فقل نعم أنا أصلى وملائكتي على أنبيائي ورسلي فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان الله وملائكته الآية قال لما نزلت جعل الناس يهنئونه بهذه الآية وقال أبي بن كعب ما أنزل فيك خيرا الا خلطنا به معك الا هذه الآية فنزلت وبشر المؤمنين الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال صلاة الله على النبي هي مغفرته ان الله لا يصلى ولكن يغفر وأما صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وسلم فهي الاستغفار * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ صلوا عليه كما صلى عليه وسلموا تسليما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قلنا يا رسول الله قد علمنا
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست