الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٦٠
داعية الزنا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جعفر الأموي عمر بن عبد الله قال كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى مؤدب ولده من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى سهل مولاه أما بعد فإني اخترتك على علم منى لتأديب ولدى وصرفتهم إليك عن غيرك من موالى وذوي الخاصة بي فخذهم بالجفاء فهو أمكن لإقدامهم وترك الصحبة فان عادتها تكسب الغفلة وكثرة الضحك فان كثرته تميت القلب وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم ان حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بهما ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ولعمري لتوقى ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذوي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه وهو حين يفارقها لا يعتقد مما سمعت أذناه على شئ ينتفع به وليفتتح كل غلام منهم بجزئه من القرآن يثبت في قراءته فإذا فرغ منه تناول قوسه وكنانته وخرج إلى الغرض حافيا فرمى سبعة أرشاق ثم انصرف إلى القائلة فان ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول يا بنى قيلوا فان الشياطين لا تقيل والسلام * وأخرج ابن أبي الدنيا عن رافع بن حفص المدني قال أربع لا ينظر الله إليهن يوم القيامة الساحرة والنائحة والمغنية والمرأة مع المرأة وقال من أدرك ذلك الزمان فأولى به طول الحزن * وأخرج ابن أبي الدنيا عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال ما قدست أمة فيها البر بط * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خش وجوه وشق جيوب وزنة شيطان * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن رضي الله عنه تعالى عنه قال صوتان ملعونان مزمار عند نغمة وزنة عند مصيبة * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أخبث الكسب كسب الزمارة * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن نافع قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في طريق فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق فلم يزل يقول يا نافع أتسمع قلت لا فاخرج أصبعيه من أذنيه وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث انما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل * وأخرج الحاكم في الكنى عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث في الغناء والباطل والمزامير * وأخرج آدم وابن جرير والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو اشتراؤه المغني والمغنية بالمال الكثير والاستماع إليه وإلى مثله من الباطل * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو رجل يشترى جارية تغنيه ليلا أو نهارا * قوله تعالى (وإذا تتلى عليه آياتنا) * أخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا قال مكذبا بها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وقرا قال ثقلا * قوله تعالى (لهم جنات النعيم) * أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال جنات النعيم بين جنات الفروس وبين جنات عدن وفيها جوار خلقن من ورد الجنة قيل ومن يسكنها قال الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني والذين انثنت أصلابهم في خشيتي * قوله تعالى (هذا خلق الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله هذا خلق الله أي ما ذكر من خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من الدواب وما أنبت من كل زوج فأروني ماذا خلق الذين من دونه يعنى الأصنام والله أعلم * قوله تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة) * أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما كان لقمان قالوا الله ورسوله أعلم قال كان حبشيا * وأخرج ابن أبي شيبة في الزهد وأحمد وابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا نجارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال قلت لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما ما انتهى إليكم من شان لقمان عليه السلام قال كان قصيرا أفطس من النوبة * وأخرج الطبراني وابن حبان في الضعفاء وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست