الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١١٧
لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلى فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم ينطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى أن المؤمن ليقول يا كافر اقضني حقي وحتى ان الكافر ليقول يا مؤمن اقضني حقي * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الشعب جياد مرتين أو ثلاثا قالوا وبم ذاك يا رسول الله قال تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها يعد قال وهي دابة ذات وبر وقوائم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن ماجة وابن مردويه عن بريدة قال ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا شبر في شبر * وأخرج ابن أبي حاتم عن النزال بن سبرة قال قيل لعلي بن أبي طالب ان ناسا يزعمون أنك دابة الأرض فقال والله ان لدابة الأرض ريشا وزغبا ومالي ريش ولا زغب وان لها لحافرا ومالي من حافر وانها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثاها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة ليلة جمع والناس يسيرون إلى منى فتحملهم بين نحرها وذنبها فلا يبقى منافق الا خطمته وتمسح المؤمن فيصبحون وهم بشر من الدجال * وأخرج ابن أبي شيبة والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عرم قال لتخرج الدابة من جبل جياد في أيام التشريق والناس بمنى قال فلذلك جاء سائق الحاج بخبر سلامة الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال إن الدابة فيها من كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة من تحت صخرة بجياد تستقبل المشرق فتصرخ صرخة ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة منفذة ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل ثم ماذا قال لا أعلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس الدابة مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها وفيها من كل أمة سيما وسيماها من هذه الأمة انها تتكلم بلسان عربي مبين تكلمهم بكلامها * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الزبير انه وصف الدابة فقال رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هرة وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعا تخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان ولا يبقى مؤمن الا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ولا يبقى كافر الا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه حتى أن الناس يتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن وبكم ذا يا كافر * وأخرج ابن أبي حاتم عن صدقة بن مزيد قال تجئ الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلى في المسجد فتكتب بين عينيه كذاب * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة قال تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة حتى يضرب فيها رجال ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل فتقول ما يجمعكم عند عدو الله فيبتدرون فتسم المؤمن حتى أن الرجلين ليتبايعون فيقول هذا خذ يا مؤمن ويقول هذا خذ يا كافر * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن عن عمرو بن العاص قال تخرج الدابة من شعب بالأجياد رأسها نمس السحاب وما خرجت رجلها من الأرض تأتى الرجل وهو يصلى فتقول ما الصلاة من حاجتك ما هذا الا تعوذ أو رياء فتخطمه * وأخرج نعيم عن وهب بن منبه قال أول الآيات الروم ثم الدجال والثالثة يأجوج ومأجوج والرابعة عيسى والخامسة الدخان والسادسة الدابة * قوله تعالى (ويوم نحشر من كل أمة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا قال زمرة وفي قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله يوزعون قال يساقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ووقع القول قال وجب القول والقول الغضب وفي قوله والنهار مبصرا قال منيرا والله أعلم * قوله
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست