الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٤٧
حديث غيره وما سلك رجل طريقا يلتمس فيه العلم الا سهل الله له طريقا إلى الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم وانما ها في درجاتكم وخير من أن تلقوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم وخير من اعطاء الدنانير والدراهم قالوا وما هو يا أبا الدرداء قال ذكر الله ولذكر الله أكبر * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت ولذكر الله أكبر وان صليت فهو من ذكر الله وان صمت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله وأفضل من ذلك تسبيح الله * وأخرج ابن جرير عن سلمان رضي الله عنه انه سئل أي العمل أفضل قال أما تقرأ القرآن ولذكر الله أكبر لا شئ أفضل من ذكر الله والله أعلم * قوله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب) الآيتين * أخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم قال الذين قالوا مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يد الله مغلولة أو الله فقير ونحن أغنياء أو آذى محمدا صلى الله عليه وسلم وهم أهل الكتاب وفي قوله وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم قال لمن يقول هذا منهم يعنى من لم يقل مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يد الله مغلولة أو الله فقير أو آذى محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن قال إن قالوا شرا فقولوا خيرا الا الذين ظلموا منهم فانتصروا منهم * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم قال لا تقاتلوا الا من قاتل ولم يعط الجزية ومن أدى منهم الجزية فلا تقولوا لهم الا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن قال بلا إله إلا الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان ابن حسين في الآية قال التي هي أحسن قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون فهذه مجالدتهم بالتي هي أحسن * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن قال نهى عن مجادلتهم في هذه الآية ثم نسخ ذلك فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية ولا مجادلة أشد من السيف * وأخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال كانت اليهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسبحون كأنهم يعجبون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد والبيهقي في سننه عن أبي نملة الأنصاري رضي الله عنه ان رجلا من اليهود قال لجنازة أنا أشهد انها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فان كان حقا لم تكذبوهم وان كان باطلا لم تصدقوهم * وأخرج البيهقي في سننه وفي الشعب والديلمي وأبو نصر السجزي في الإبانة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم ان يهدوكم وقد ضلوا اما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له الا أن يتبعني * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا أنفسهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا لتكذبوا بحق وتصدقوا بباطل فان كنتم سائليهم لا محالة فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه * قوله تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال كان أهل
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست