الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٩٧
كيف يكون له نافلة وهو يسعى في الخطايا والذنوب ولكن فضيلة * قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * أخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إن الناس بصيرون يوم القيامة جثاء كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا حتى تنتهى الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وسئل عنه قال هو المقام الذي أشفع فيه لامتي * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المقام المحمود الشفاعة * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال مقام الشفاعة * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال هو الشفاعة * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن كعب بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ويكسوني ربى حلة خضراء ثم يؤذن لي ان أقول ما شاء الله ان أقول فذلك المقام المحمود * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق علي بن حسين قال أخبرني رجل من أهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم ولا يكون لبشر من بني آدم فيها الا موضع قدمه ثم أدعى أول الناس فاخر ساجدا ثم يؤذن لي فأقول يا رب أخبرني هذا لجبريل وجبريل عن يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قط قبلها انك أرسلته إلى وجبريل عليه السلام ساكت لا يتكلم حتى يقول الرب صدقت ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض فذلك المقام المحمود * وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه والبيهقي في البعث والخطيب في المتفق والمفترق عن حذيفة رضي الله عنه قال يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا قياما لا تكلم نفس الا باذنه ينادى يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدى من هديت وعبدك بين يديك وبك واليك لا ملجأ ولا منجا منك الا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فهذا المقام المحمود * وأخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليه السلام فيقول لست بصاحب ذلك ثم موسى عليه السلام فيقول كذلك ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فيقضى الله بين الخلائق فيمشي حتى يأخذ بحلة باب الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لأقوم المقام المحمود قيل وما المقام المحمود قال ذلك إذا جئ بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام فيقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش ثم أوتى بكسوة فالبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد فيغبطني به الأولون والآخرون ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض * وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما المقام المحمود الذي ذكر لك ربك قال يحشر الله الناس يوم القيامة عراة غرلا كهيئتكم يوم ولدتم هالهم الفزع الأكبر وكظمهم الكرب العظيم وبلغ الرشح أفواههم وبلغ بهم الجهد والشدة فأكون أول مدعى وأول معطي ثم يدعى إبراهيم عليه السلام قد كسى ثوبين أبيضين من ثياب الجنة ثم يؤمر فيجلس في قبل الكرسي ثم أقوم عن يمين العرش فما من الخلائق قائم غيري فأتكلم فيسمعون وأشهد فيصدقون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عسى وان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه على السرير * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست