الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٦٢
فيقول أنا جبريل بعثني الله لأمنعه من حرم رسوله فيمر الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل ولى هاربا ويصبح فيخرج إليه من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك ويأتي النذير إلى الذين فتحوا القسطنطينية ومن تالف من المسلمين ببيت المقدس قال فيتناول الدجال ذلك الرجل فيقول هذا الذي يزعم انى لا أقدر عليه فاقتلوه فينشر ثم يقول أنا أحييه قم ولا يأذن الله لنفس غيرها فيقول أليس قد أمتك ثم أحييتك فيقول الآن ازددت فيك يقينا بشرني رسول الله صلى الله عليه وسلم انك تقتلني ثم أحيا بإذن الله فيوضع على جلده صفائح من نحاس فلا يحيك فيه سلاحهم فيقول اطرحوه في ناري فيحول الله ذلك الجبل على النذير جنانا فيشك الناس فيه ويبادر إلى بيت المقدس فإذا صعد على عقبة أفيق وقع ظله على المسلمين فيوترون قسيهم لقتاله فأقواهم من برك أو جلس من الجوع والضعف ويسمعون النداء جاءكم الغوث فيقولون هذا صوت رجل شبعان وتشرق الأرض بنور ربها وينزل عيسى بن مريم ويقول يا معشر المسلمين احمدوا ربكم وسجوه فيفعلون ويريدون الفرار فيضيق الله عليهم الأرض فإذا أتوا باب لد في نصف ساعة فيوافقون عيسى فإذا نظر إلى عيسى يقول أقم الصلاة فيقول الدجال يا نبي الله قد أقيمت الصلاة فيقول يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلمن تصلى فيضربه بمقرعة فيقتله فلا يبقى أحد من أنصاره خلف شئ الا نادى يا مؤمن هذا دجالي فاقتله فيمتعوا أربعين سنة لا يموت أحد ولا يمرض أحد ويقول الرجل لغنمه ولدوا به اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب لا تؤذى أحدا والسبع على أبواب الدور لا يؤذى أحدا ويأخذ الرجل المد من القمح فيبدره بلا حرث فيجئ منه سبعمائة مد فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون ويفسدون ويستغيث الناس فلا يستجاب لهم وأهل طور سينا هم الذين فتح الله عليهم فيدعون فيبعث الله دابة من الأرض ذات قوائم فتدخل في آذانهم فيصبحون موتى أجمعين وتنتن الأرض منهم فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتهم فيستغيثون بالله فيبعث الله ريحا يمانية غبراء فيصير على الناس غما ودخانا وتقع عليهم الزكمة ويكشف ما بهم بعد ثلاث وقد قذف جميعهم في البحر ولا يلبثون الا قليلا حتى تطلع الشمس من مغربها وجفت الأقلام وطويت الصحف ولا يقبل من أحد توبة ويخر إبليس ساجدا ينادى إلهي مرني ان أسجد لمن شئت وتجتمع إليه الشياطين فتقول يا سيدنا إلى من تفزع فيقول انما سالت ربى ان ينظرني إلى يوم البعث وقد طلعت الشمس من مغربها وهذا الوقت المعلوم وتصير الشياطين ظاهرة في الأرض حتى يقول الرجل هذا قريني الذي كان يغويني فالحمد لله الذي أخزاه ولا يزال إبليس ساجدا باكيا حتى تخرج الدابة فتقتله وهو ساجد ويتمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئا الا أعطوه حتى تتم أربعون سنة بعد الدابة ثم يعود فيهم الموت ويسرع فلا يبقى مؤمن ويبقى الكفار يتهارجون في الطرق كالبهائم حتى ينكح الرجل أمه في وسط الطريق يقوم واحد عنها وينزل واحد وأفضلهم يقول لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن فيكون على مثل ذلك حتى لا يولد أحد من نكاح ثم يعقم الله النساء ثلاثين سنة ويكونون كلهم أولاد زنا شرار الناس عليهم تقوم الساعة * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادى ويجهر إلهي مرني أسجد لمن شئت فتجتمع إليه زبانيته فيقولون يا سيدهم ما هذا التضرع فيقول انما سالت ربى ان ينظرني إلى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم قال وتخرج دابة الأرض من صدع في الصفا فأول خطوة تضعها بأنطاكية فتأتي إبليس فتخطمه * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال إذا طلعت الشمس من مغربها ذهب الرجل إلى المال كنزه فيستخرجه فيحمله على ظهره فيقول من له في هذه فيقال له أفلا جئت به بالأمس فلا يقبل منه فيجئ إلى المكان الذي احتفره فيضرب به الأرض ويقول ليتني لم أرك * وأخرج ابن أبي شيبة عن جندب بن عبد الله البجلي قال استأذنت على حذيفة ثلاث مرات فلم يأذن لي فرجعت فإذا رسوله قد لحقني فقال ما ردك قلت ظننت انك نائم قال ما كنت لأنام حتى أنظر من أين تطلع الشمس قال ابن
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست