الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٣
رحمة الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قال استهزاء وتكذيب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال كل مكر في القرآن فهو عمل * قوله تعالى (هو الذي يسيركم في البر والبحر) الآية * أخرج البيهقي في سننه عن ابن عمر ان تميما الداري سال عمر بن الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصلاة قال يقول الله هو الذي يسيركم في البر والبحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم قال ذكر هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال وجرين بهم قال فعزا الحديث عنهم فأول شئ كنتم في الفلك وجرين بهؤلاء لا يستطيع يقول جرين بكم وهو يحدث قوما آخرين ثم ذكر هذا ليجمعهم وغيرهم وجرين بهم هؤلاء وغيرهم من الخلق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وظنوا انهم أحيط بهم قال أهلكوا * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح فركب البحر فاخذته الريح فنادى باللات والعزى فقال أصحاب السفينة لا يجوز ههنا أحد يدعو شيئا الا الله وحده مخلصا فقال عكرمة والله لئن كان في البحر وحده انه لفي البر وحده فأسلم * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبي جهل البحر هاربا فخب بهم البحر فجعلت الصراري أي الملاح يدعون الله ويوحدونه فقال ما هذا قالوا هذا مكان لا ينفع فيه الا الله قال فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا فرجع فأسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله ابن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فاما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله وأما مقيس بن ضبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة أخلصوا فان آلهتكم لا تغنى عنكم شيئا فقال عكرمة لئن لم ينجيني في البحر الا الاخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم ان لك عهدا ان أنت عافيتني مما أنا فيه ان آتي محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما قال فجاء فأسلم وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان رضي الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال اما كان فيكم رجل رشيد يقول إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله قالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ألا أو مات إلينا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي ان تكون له خائنة أعين * قوله تعالى (يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم) * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث هن رواجع على أهلها المكر والنكث والبغي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم ولا يحيق المكر السيئ الا باهله ومن نكث فإنما ينكث على نفسه * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نفيل الكناني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين أحدكم فان الله تعالى يقول يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم ولا يمكرن أحد فان الله تعالى يقول ولا يحيق المكر السيئ الا باهله ولا ينكث أحد فان الله يقول ومن نكث فإنما ينكث على نفسه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبغ ولا تكن باغيا فان الله يقول انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبغ ولا تكن باغيا فان الله يقول انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤخر الله عقوبة البغي فان الله قال انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي وقطيعة الرحم * وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن عياض بن جابر ان الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست