الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٤
أحد ولا يفخر أحد على أحد * وأخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبغي على الناس الا ولد بغى أو فيه عرق منه * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء ابن حياة انه سمع قاصا في مسجد منى يقول ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي والمكر والنكث قال الله انما بغيكم على أنفسكم ولا يحيق المكر السيئ الا باهله ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ثم قال ثلاث خلال لا يعذبكم الله ما عملتم بهن الشكر والدعاء والاستغفار ثم قرأ ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم قل ما يعبؤ بكم ربى لولا دعاؤكم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون * وأخرج أبو الشيخ عن مكحول قال ثلاث من كن فيه كن عليه المكر والبغي والنكث قال الله انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما * وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضي الله عنه مثله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال ما من عبادة أفضل من أن يسال وما يدفع القضاء الا الدعاء وان أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه وان يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه وان يؤذى جليسه بما لا يعنيه * قوله تعالى (انما مثل الحياة الدنيا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاختلط به نبات الأرض قال اختلط فنبت بالماء كل لون مما يأكل الناس كالحنطة والشعير وسائر حبوب الأرض والبقول والثمار وما تأكله الانعام والبهائم من الحشيش والمراعى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وازينت قال أنبتت وحسنت وفى قوله كأن لم تغن بالأمس قال كأن لم تعش كان لم تنعم * وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب وابن عباس ومروان ابن الحكم انهم كانوا يقرؤن وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها وما كان الله ليهلكهم الا بذنوب أهلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال في قراءة أبى كان لم تغن بالأمس وما أهلكناها الا بذنوب أهلها كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رضي الله عنه قال مكتوب في سورة يونس عليه السلام إلى جنب هذه الآية حتى إذا أخذت الأرض زخرفها إلى يتفكرون ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يشبع نفس ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب فمحيت * قوله تعالى (والله يدعو إلى دار السلام) * أخرج أبو نعيم والدمياطي في معجمه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما والله يدعو إلى دار السلام يقول يدعو إلى عمل الجنة والله السلام والجنة داره * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ويهدى من يشاء قال يهديهم للمخرج من الشبهات والفتن والضلالات * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم طلعت شمسه الا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم الا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت شمسه الا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا فأنزل الله في ذلك كله قرآنا في قول الملكين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم وأنزل في قولهما اللهم أعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى إلى قوله للعسرى * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه سمعت أبا جعفر محمد ابن علي رضي الله عنه وتلا والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم فقال حدثني جابر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال انى رأيت في المنام كان جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه ضرب له مثلا فقال اسمع سمعت أذناك واعقل عقل قلبك انما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من ترك فالله هو الملك والدار السلام والبيت الجنة وأنت يا محمد رسول فمن أجابك دخل
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست