الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٥
الاسلام ومن دخل الاسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل منها * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال استتبعني النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا حتى اتينا موضعا لا ندري ما هو فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري ثم إن نفرا أتوا عليهم ثياب بيض طوال وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله رضي الله عنه فأرعبت منهم فقالوا لقد أعطى هذا العبد خيرا ان عينه نائمة والقلب يقظان ثم قال بعضهم لبعض اضربوا له ونتأول نحن أو نضرب نحن وتتأولون أنتم فقال بعضهم مثله كمثل سيد اتخذ مأدبة ثم ابتنى بيتا حصينا ثم أرسل إلى الناس فمن لم يأت طعامه عذبه عذابا شديدا قال الآخرون أما لسيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو الاسلام والطعام الجنة وهذا الداعي فمن اتبعه كان في الجنة ومن لم يتبعه عذب عذابا أليما ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ فقال ما رأيت يا ابن أم عبد فقلت رأيت كذا وكذا فقال أخفى على مما قالوا شئ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم نفر من الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سيدا بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضى عنه السيد ألا وان السيد الله والدار الاسلام والمأدبة الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال ما من ليلة الا ينادى مناديا يا صاحب الخير هلم ويا صاحب الشر اقصر فقال رجل للحسن رضي الله عنه أتجدها في كتاب الله قال نعم والله يدعو إلى دار السلام قال ذكر لنا ان في التوراة مكتوبا يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر انته * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه كان إذا قرأ والله يدعوا إلى دار السلام قال لبيك ربنا وسعديك * قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * أخرج الطيالسي وهناد وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني في الرؤية وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا يا أهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم تثقل موازيننا وتبيض وجوهنا وتدخلنا الجنة وتزحزحنا عن النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم * وأخرج الدارقطني وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه في الآية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة النظر إلى وجه الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الرؤية وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادى يا أهل الجنة بصوت يسمعه أولهم وآخرهم ان الله وعدكم الحسنى وزيادة فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن * وأخرج ابن جرير وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في كتاب الرؤية عن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال الزيادة النظر إلى وجه الرحمن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في كتاب الرؤية عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال الذين أحسنوا أهل التوحيد والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال أحسنوا شهادة أن لا إله إلا الله والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الله * وأخرج أبو الشيخ وابن منده في الرد على الجهمية والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي والخطيب وابن النجار عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فقال للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدود ولا صفة معلومة * وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبر على سيف البحر تكبيرة رافعا بها صوته لا يلتمس بها رياء ولا سمعة كتب الله له رضوانه الأكبر ومن كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السلام في
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست