فقال أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فهذا آخر ما نزل من القرآن قال فختم الامر بما فتح به بلا إله إلا الله يقول الله وما أرسلنا من قبلك من رسول الا يوحى إليه انه لا إله الا أنا فاعبدون * وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن حبان وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت قال أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر ان عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وأني أخشى ان يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن الا أن تجمعوه وأني أرى ان تجمع القرآن قال أبو بكر فقلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت وعمر جالس عنده لا يتكلم فقال أبو بكر انك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمراني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبى بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال كان عمر لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد رجلان فجاء رجل من الأنصار بهاتين الآيتين لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخرها فقال عمر لا أسالك عليها بينة أبدا كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن عروة قال لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه * وأخرج ابن إسحاق وأحمد بن حنبل وابن أبي داود عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال أتى الحرث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى قوله وهو رب العرش العظيم إلى عمر فقال من معك على هذا فقال لا أدرى والله الا أنى أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها فقال عمر وانا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة فانظروا سورة من القرآن فالحقوها فألحقت في آخر براءة * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه فقام عثمان بن عفان فقال من كان عنده شئ من كتاب الله فليأتنا به وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد به شاهدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال انى رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما فقالوا ما هما قال تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم إلى آخر السورة فقال عثمان وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى ان نجعلهما قال اختم بهما آخر ما نزلت من القرآن فختمت بهما براءة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم الآية قال جعله الله من أنفسهم فلا يحسدونه على ما أعطاه الله من النبوة والكرامة عزيز عليه عنت مؤمنهم حريص على ضالهم أن يهديه الله بالمؤمنين رؤوف رحيم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله عزيز عليه ما عنتم قال شديد عليه ما شق عليكم حريص عليكم ان يؤمن كفاركم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء جبريل فقال لي يا محمد ان ربك يقرئك السلام وهذا ملك الجبال قد أرسله الله إليك وأمره ان لا يفعل شيئا الا بأمرك فقال له ملك الجبال ان الله أمرني ان لا أفعل شيئا الا بأمرك ان شئت
(٢٩٦)