يقول ائذن لي ولا تفتني * وأخرج ابن مردويه عن عائشة ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني قال نزلت في الجد بن قيس قال يا محمد ائذن لي ولا تفتني بنساء بنى الأصفر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر نساء الروم فقالوا ائذن لنا ولا تفتنا بالنساء * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل من طريقه عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما كان يخرج في وجه من مغازيه الا أظهر انه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال أيها الناس انى أريد الروم فأعلمهم وذلك في زمان الباس وشدة من الحر وجدب البلاد وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس يا جد هل لك في بنات بنى الأصفر قال يا رسول الله لقد علم قومي انه ليس أحد أشد عجبا بالنساء منى وإني أخاف ان رأيت نساء بنى الأصفر ان يفتنني فائذن لي يا رسول الله فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد أذنت فأنزل الله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا يقول ما وقع فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف من فتنة نساء بنى الأصفر وان جهنم لمحيطة بالكافرين يقول من ورائه وقال رجل من المنافقين لا تنفروا في الحر فأنزل الله قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جد في سفره وأمر الناس بالجهاز وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا وأنفق عثمان رضي الله عنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها وحمل على مائتي بعير * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة وموسى بن عقبة فالاثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهز غازيا يريد الشام فأذن في الناس بالخروج وأمرهم به وكان ذلك في حر شديد ليالي الخريف والناس في نخيلهم خارفون فأبطأ عنه ناس كثير وقال لزوم لا طاقة بهم فخرج أهل الحسب وتخلف المنافقون وحدثوا أنفسهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرجع إليهم أبدا فاعتلوا وثبطوا من أطاعهم وتخلف عنه رجال من المسلمين بأمر كان لهم فيه عذر منهم السقيم والمعسر وجاء ستة نفر كلهم معسر يستحملونه لا يحبون التخلف عنه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ان لا يجدوا ما ينفقون منهم من بنى سلمة عمر بن غنمة ومن بنى مازن ابن النجار أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب ومن بنى حارث علبة بن زيد ومن بنى عمرو بن عوف سالم بن عمير وهرم بن عبد الله وهم يدعون بنى البكاء وعبد الله بن عمر ورجل من بنى مزينة فهؤلاء الذين بكوا واطلع الله عز وجل انهم يحبون الجهاد وانه الجد من أنفسهم فعذرهم في القرآن فقال ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله الآية واللتين بعدها وأتاه الجد بن قيس السلمي وهو في المسجد معه نفر فقال يا رسول الله ائذن لي في القعود فإني ذو ضيعة وعلة فيها عذر لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهز فإنك موسر لعلك ان تحقب بعض بنات بنى الأصفر فقال يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني فنزلت ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني وخمس آيات معها يتبع بعضها بعضا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه وكان فيمن تخلف عنه غنمة بن وديعة من بنى عمرو بن عوف فقيل ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مسلم فقال الخوض واللعب فأنزل الله عز وجل فيه وفيمن تخلف من المنافقين ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب ثلاث آيات متتابعات * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يغزو تبوك قال نغزو الروم إن شاء الله ونصيب بنات بنى الأصفر كان يذكر من حسنهن ليرغب المسلمون في الجهاد فقام رجل من المنافقين فقال يا رسول الله قد علمت حبى للنساء فائذن لي ولا تخرجني فنزلت الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تفتني قال لا تخرجني الا في الفتنة سقطوا يعنى في الحرج * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولا تفتني قال لا تؤثمني الا في الفتنة قال الا في الاثم سقطوا * قوله تعالى (ان تصبك حسنة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة يخبرون
(٢٤٨)