الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
له كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت مؤمنا حقا قال انظر ما تقول فان لكل شئ حقيقة فما حقيقة إيمانك فقال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري وكأني انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني انظر إلى أهل النار يتضاغون فيها قال يا حارث عرفت فالزم ثلاثا * قوله تعالى (لهم درجات) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لهم درجات يعنى فضائل ورحمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله لهم درجات عند ربهم قال أعمال رفيعة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله لهم درجات قال أهل الجنة بعضهم فوق بعض فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه ولا يرى الذي هو أسفل انه فضل عليه أحد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ومغفرة قال بترك الذنوب ورزق كريم قال الأعمال الصالحة * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال إذا سمعت الله يقول ورزق كريم فهي الجنة * قوله تعالى (كما أخرجك ربك) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة وبلغه ان عير أبى سفيان قد أقبلت فقال ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ويسلمنا فخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتعاد ففعلنا فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدتنا فسر بذلك وحمد الله وقال عدة أصحاب طالوت فقال ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم فقلنا يا رسول الله لا والله مالنا طاقة بقتال القوم انما خرجنا للعير ثم قال ما ترون في قتال القوم فقلنا مثل ذلك فقال المقداد لا تقولوا كما قال أصحاب موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون فأنزل الله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون إلى قوله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم فلما وعدنا الله إحدى الطائفتين اما القوم واما العير طابت أنفسنا ثم انا اجتمعنا مع القوم فصففنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أنشدك وعدك فقال ابن رواحة يا رسول الله انى أريد ان أشير عليك ورسول الله أفضل من أن نشير عليه ان الله أجل وأعظم من أن تنشده وعده فقال يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فان الله لا يخلف الميعاد فاخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فقتلنا وأسرنا فقال عمر يا رسول الله ما أرى ان تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار انما يحمل عمر على ما قال حسد لنا فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ ثم قال ادعوا لي عمر فدعى له فقال له ان الله قد أنزل على ما كان لنبي ان تكون له أسرى الآية * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن مردويه عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال كيف ترون فقال أبو بكر يا رسول الله بلغنا انهم كذا وكذا ثم خطب الناس فقال كيف ترون فقال عمر مثل قول أبى بكر ثم خطب الناس فقال كيف ترون فقال سعد بن معاذ يا رسول الله إيانا تريد فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم ولئن سرت حتى تأتى برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك ولا نكونن كالذين قالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم متبعون ولعلك ان تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وعاد من شئت وسالم من شئت وخذ من أموالنا ما شئت فنزل القرآن على قول سعد كما أخرجك ربك من بيتك بالحق إلى قوله ويقطع دابر الكافرين وانما رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غنيمة مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق قال كذلك أخرجك ربك إلى قوله يجادلونك في الحق قال القتال * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق قال خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر وان فريقا من المؤمنين لكارهون قال لطلب المشركين يجادلونك في الحق بعد ما تبين انك لا تصنع الا ما أمرك الله به كأنما يساقون إلى الموت حين قيل هم (كذا) مشركون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما شاور النبي صلى الله
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست