الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
ونفخه الكبرياء * قوله تعالى (ان الذين اتقوا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ان الذين اتقوا قال هم المؤمنون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله إذا مسهم طيف من الشيطان قال الغضب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الطيف الغضب * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك انه قرأ إذا مسهم طائف من الشيطان بالألف تذكروا قال هم بفاحشة فلم يعملها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا يقول إذا زلوا تابوا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق وهب بن جرير عن أبيه قال كنت جالسا عند الحسن إذ جاءه رجل فقال يا أبا سعيد ما تقول في العبد يذنب الذنب ثم يتوب قال لم يزدد بتوبته من الله الا دنوا قال ثم عاد في ذنبه ثم تاب قال لم يزدد بتوبته الا شرفا عند الله قال ثم قال لي ألم تسمع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وما قال قال مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانا وتستقيم أحيانا وفى ذلك تكبر فإذا حصدها صاحبها حمد أمره كما حمد صاحب السنبلة بره ثم قرأ ان الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال إن الله لم يسم عبده المؤمن كافرا ثم قرأ ان الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا فقال لم يسمه كافرا ولكن سماه متقيا * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ إذا مسهم طائف بالألف * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش عن إبراهيم ويحيى بن وثاب قرأ أحدهما طائف والآخر طيف * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير انه قرأ إذا مسهم طائف بالألف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال الطائف اللمة من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون يقول إذا هم منتهون عن المعصية آخذون بأمر الله عاصون للشيطان وإخوانهم قال اخوان الشياطين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قال لا الانس عما يعملون السيئات ولا الشياطين تمسك عنهم وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها يقول لولا أحدثتها لولا تلقيتها فأنشأتها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس وإخوانهم يمدونهم في الغي قال هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الانس ثم لا يقصرون يقول لا يسأمون وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها يقول هلا افتعلتها من تلقاء نفسك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد وإخوانهم من الشياطين يمدونهم في الغي قال استجهالا وفى قوله لولا اجتبيتها قال ابتدعتها * وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر ابن الخطاب قال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أعرف الحزن في وجهه فاخذ بلحيتي فقال انا لله وانا إليه راجعون أتاني جبريل آنفا فقال انا لله وانا إليه راجعون قلت أجل فانا لله وانا إليه راجعون فمم ذاك يا جبريل فقال إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير قلت فتنة كفر أو فتنة ضلالة قال كل ذلك سيكون قلت ومن أين ذاك وانا تارك فيهم كتاب الله قال بكتاب الله يضلون وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم يمنع الامراء الناس حقوقهم فلا يعطونها فيقتتلون وتتبع القراء أهواء الامراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قلت يا جبريل فيم يسلم من سلم منهم قال بالكف والصبر ان أعطوا الذي لهم أخذوه وان منعوه تركوه * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قل انما اتبع ما يوحى إلى من ربى قال هذا القرآن هذا بصائر من ربكم أي بينات فاعقلوه وهدى ورحمة لمن آمن به وعمل به ثم مات عليه * قوله تعالى (وإذا قرئ القرآن) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا يعنى في الصلاة المفروضة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ خلفه قوم فنزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ في الصلاة أجابه من وراءه إذا قال بسم الله الرحمن قالوا مثل ما يقول حتى تنقضي فاتحة الكتاب والسورة فلبث ما شاء الله ان يلبث ثم نزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا الآية فقرأ وأنصتوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست