الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٥
الا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله الا جرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه من الماء ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل ثم يركع ركعتين الا نصرف من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله ويتم نعمته عليك قال تمام النعمة دخول الجنة لم تتم نعمة على عبد لم يدخل الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب والترمذي والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب عن معاذ بن جبل قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يقول اللهم إني أسالك الصبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت البلاء فاسأله المعافاة ومر على رجل وهو يقول اللهم أنى أسالك تمام النعمة قال يا ابن آدم هل تدرى ما تمام النعمة قال يا رسول الله دعوة دعوت بها رحاء الخير قال تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار ومر على رجل وهو يقول يا ذا الجلال والاكرام فقال قد استجيب لك فسل * وأخرج ابن عدي عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنتم على عبد نعمة الا بالجنة * قوله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم) * أخرج ابن جرير والطبراني عن ابن عباس في قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا حتى ختم بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب قالوا آمنا بالنبي والكتاب وأقررنا بما في التوراة فاذكرهم الله ميثاقه الذين أقروا به على أنفسهم وأمرهم بالوفاء به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله واذكروا نعمة الله عليكم قال النعم آلاء الله وميثاقه الذين واثقكم به قال الذين واثق به بني آدم في ظهر آدم عليه السلام * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) * أخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن عبد الله بن كثير في قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط الآية نزلت في يهود خيبر ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعينهم في دية فهموا ليقتلوه فذلك قوله ولا يجرمنكم شنان قوم على أن لا تعدلوا الآية والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا فتفرق الناس في العضاء يستظلون تحتها فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة فجاء اعرابي إلى سيفه فاخذه فله ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يمنعك منى قال الله قال الاعرابي مرتين أو ثلاثا من يمنعك منى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله فشام الاعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأخبرهم بصنيع الاعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا ويذكران قوما من العرب أرادوا ان يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا هذا الاعرابي ويتأول اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ان يبسطوا إليكم أيديهم الآية * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال الله فوقع السيف من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال كن خير آخذ قال تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله قال أعاهدك ان لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فكان الناس طائفتين طائفة بإزاء العدو وطائفة تصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرفوا فكانوا موضع أولئك الذين بإزاء عدوهم وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان للناس ركعتين ركعتين وللنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات * وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم في الدلائل من طريق الحسن ان رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه أقتل لكم محمد قالوا له كيف تقتله أفتك به فاقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال نعم فاخذه فاستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله فقال يا محمد ما تخافني وفى يدي السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ان يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم الآية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس قال إن عمرو بن أمية الضمري حين
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة