الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٦
* وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة الله ورسوله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن أوس بن شرحبيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الاسلام * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدنيا والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال * وأخرج البيهقي من طريق فسيلة انها سمعت أباها وهو واثلة بن الأسقع يقول سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن المعصية ان يحب الرجل قومه قال لا ولكن من المعصية ان يعين الرجل قومه على الظلم * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهد فهو شاهد زور ومن أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع وقتال المسلم كفر وسبابه فسوق * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان قوما على ظلم فهو كالبعير المتردي فهو ينزع بذنبه ولفظ الحاكم مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يمد بذنبه * قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي امامة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي ادعوهم إلى الله ورسوله وأعرض عليهم شعائر الاسلام فأتيتهم فبينما نحن كذلك إذ جاؤوا بقصعة دم واجتمعوا عليها يأكلونها قالوا هلم يا صدى فكل قلت ويحكم انما أتيتكم من عند من بحرم هذا عليكم وأنزل الله عليه قالوا وما ذاك قال فتلوت عليهم هذه الآية حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة قال إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة فان تاب والا قتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وما أهل لغير الله به قال ما أهل للطواغيت به والمنخنقة قال التي تخنق فتموت والموقوذة التي تضر بالخشبة فتموت والمتردية قال التي تتردى من الجبل فتموت والنطيحة قال الشاة التي تنطح الشاة وما أكل السبع يقول ما أخذ السبع الا ما ذكيتم يقول ما ذبحتم من ذلك وبه روح فكلوه وما ذبح على النصب قال النصب أنصاب كانوا يذبحون ويهلون عليها وان تستقسموا بالأزلام قال هي القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور ذلكم فسق يعنى من أكل من ذلك كله فهو فسق * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى والمنخنقة قال كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت امرأ القيس وهو يقول يغط غطيط البكر شد خناقه * ليقتلني والمرء ليس بقتال قال أخبرني عن قوله والموقوذة قال التي تضرب بالخشب حتى تموت قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول يلوينني دين النهار واقتضى * ديني إذا وقذ النعاس الرقدا قال أخبرني عن قوله الأنصاب قال الأنصاب الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول فلا لعمر الذي مسحت كعبته * وما هريق على الأنصاب من جسد قال أخبرني عن قوله وان تستقسموا بالأزلام قال الأزلام القداح كانوا يستقسمون الأمور بها مكتوب على أحدهما أمرني ربى وعلى الآخر نهاني ربى فإذا أرادوا أمر أتوا بيت أصنامهم ثم غطوا على القداح بثوب فأيهما خرج عملوا به قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الحطيئة وهو يقول لا يزجر الطيران مرت به سخا * ولا يفاض على قدح بأزلام
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة