الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٥
فلما ولى خارجا نظر إليه فقال لمن عنده لقد دخل على بوجه فاجر وولى بقفا غادر فلما قدم اليمامة ارتد عن الاسلام وخرج في عير له تحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة فلما سمع به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والأنصار ليقتطعوه في عيره فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله الآية فانتهى القوم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولا آمين البيت الحرام قال هذا يوم الفتح جاء ناس يؤمون البيت من المشركين يهلون وبعمرة فقال المسلمون يا رسول الله انما هؤلاء مشركون فمثل هؤلاء فلن ندعهم الا ان نغير عليهم فنزل القرآن ولا آمين البيت الحرام * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا قال يبتغون الاجر والتجارة حرم الله على كل أحد إخافتهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا قال هي للمشركين يلتمسون فضل الله ورضوانا نماء يصلح لهم دنياهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال خمس آيات في كتاب الله رخصة وليست بعزمة وإذا حللتم فاصطادوا ان شاء اصطاد وان شاء لم يصطد فإذا قضيت الصلاة فانتشروا أو على سفر فعدة من أيام أخر فكلوا منها وأطعموا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال خمس آيات من كتاب الله رخصة وليست بعزيمة فكلوا منها وأطعموا فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل وإذا حللتم فاصطادوا من شاء فعل ومن شاء لم يفعل ومن كان مريضا أو على سفر فمن شاء صام ومن شاء أفطر فكاتبوهم ان علمتم ان شاء كاتب وان شاء لم يفعل فإذا قضيت الصلاة فانتشروا ان شاء انتشر وان شاء لم ينتشر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا يجرمنكم شنآن قوم قال لا يحملنكم بغض قوم * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ولا آمين البيت الحرام قال الذين يريدون الحج يبتغون فضلا من ربهم قال التجارة في الحج ورضوانا قال الحج ولا يجرمنكم شنآن قوم قال عداوة قوم وتعاونوا على البر والتقوى قال البر ما أمرت به والتقوى ما نهيت عنه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في هذه الآية والبخاري في تاريخه عن وابصة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أريد ان أدع شيئا من البر والاثم الا سألته عنه فقال لي يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه أم تسأل قلت يا رسول الله أخبرني قال جئت لتسأل عن البر والاثم ثم جمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والاثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وان أفتاك الناس وأفتوك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب ومسلم والترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن النواس بن سمعان قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم عن الاثم فقال ما حاك في نفسك فدعه قال فما الايمان قال من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مسعود قال الاثم حوزا القلوب * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال الاثم حواز القلوب فإذا حز في قلب أحدكم شئ فليدعه * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثم حواز القلوب وما من نظرة الا وللشيطان فيها مطمع * وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل ينعش لسانه حقا يعمل به الا أجزى عليه أجره إلى يوم القيامة ثم بوأه الله ثوابه يوم القيامة * وأخرج البيهقي عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن داود عليه السلام قال فيما يخاطب ربه عز وجل يا رب أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك قال يا داود أحب عبادي إلى نقى القلب نقى الكفين لا يأتي إلى أحد سوأ ولا يمشى بالنميمة تزول الجبال ولا يزول أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي قال يا رب انك لتعلم انى أحبك وأحب من يحبك فكيف أحببك إلى عبادك قال ذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي يا وداد انه ليس من عبد يعين مظلوما أو يمشى معه في مظلمته الا أثبت قدميه يوم تزل لا قدام * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة * وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقى الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة