الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٠
هذ الأمة فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أن عدى بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله قد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عامر ان عدى بن حاتم الطائي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صيد الكلاب فلم يدر ما يقول له حتى أنزل الله عليه هذه الآية في المائدة تعلمونهن مما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير عمن حدثه ان رجلا من الاعراب أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في الذي حرم الله عليه والذي أحل له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يحل لك الطيبات ويحرم عليك الخبائث الا ان تفتقر إلى طعام لك فتأكل منه حتى تستغنى عنه فقال الرجل وما فقري الذي يحل لي وما غناي الذي يغنيني عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ من لحوم ماشيتك إلى نتاجك أو كنت ترجو غنى تطلبه فتبلغ من ذلك شيئا فأطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغنى عنه فقال الاعرابي ما غناي الذي أدعه إذا وجدته فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرويت أهلك غبوقا من الليل فاجتنب ما حرم الله عليك من طعام وأما مالك فإنه ميسور كله ليس فيه حرام * وأخرج الطبراني عن صفوان بن أمية ان عرفطة بن نهيك التميمي قال يا رسول الله انى وأهل بيتي يرزقون من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة وهو مشغلة عن ذكر الله وعن الصلاة في جماعة وبنا إليه حاجة فتحله أم تحرمه قال أحله لان الله قد أحله نعم العمل والله أولى بالعذر قد كانت قبلي لله رسل كلهم يصطادون أو يطلبوا الصيد ويكفيك من الصلاة في جماعة إذا غبت غبت عنها في طلب الرزق حبك الجماعة وأهلها وحبك ذكر الله وأهله وابتغ على نفسك وعيالك حلالا فان في ذلك جهادا في سبيل الله واعلم أن عون الله في صالح التجار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وما علمتم من الجوارح مكلبين قال هي الكلاب المعلمة والبازي يعلم الصيد والجوارح يعنى الكلاب والفهود والصقور وأشباهها والمكلبين الضواري فكلوا مما أمسكن عليكم يقول كلوا مما قتلن فان قتل وأكل فلا تأكل واذكروا اسم الله عليه يقول إذا أرسلت جوارحك فقل بسم الله وان نسيت فلا حرج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله من الجوارح مكلبين قال الطير والكلاب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله من الجوارح مكلبين قال يكالبن الصيد فكلوا مما أمسكن عليكم قال إذا أرسلت كلبك أو طائرك أو سهمك فذكرت اسم الله فامسك أو قتل فكل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في المسلم يأخذ كلب المجوسي المعلم أو بازه أو صقره مما علمه المجوسي فيرسله فيأخذه قال لا يأكله وان سميت لأنه من تعليم المجوسي وانما قال تعلمونهن مما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله وما علمتم من الجوارح قال كلما تعلموهن مما علمكم الله قال تعلمونهن من الطلب كما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال انما المعلم من الكلاب ان يمسك صيده فلا يأكله كل منه حتى يأتيه صاحبه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال إذا أكل الكلب فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه * وأخرج ابن جرير عن عدى بن حاتم قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد البازي فقال ما أمسك عليك فكل * وأخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انى أرسل الكلاب المعلمة واذكر اسم الله فقال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل ما أمسكن عليك قلت وان قتلن قال وان قتلن ما لم يشركها كلب ليس منها فإنك انما سميت على كلبك ولم تسم على غيره * وأخرج ابن أبي حاتم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فما يحل لنا منها قال يحل لكم ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ثم قال ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك قلت وان قتل قال وان قتل ما لم يأكل هو الذي أمسك قلت انا قوم نرمي فما يحل لنا قال ما ذكرت اسم الله وخزفت فكل * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن الحكم ان نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال أرأيت إذا أرسلت كلبي وسميت فقتل الصيد آكله قال نعم قال نافع يقول الله الا ما ذكيتم تقول أنت وان قتل قال ويحك يا بن الأزرق أرأيت لو أمسك على سنور فأدركت ذكاته أكان يكون على باس والله انى لا علم في أي كلاب نزلت في كلاب نبهان من طي ويحك يا ابن الأزرق ليكونن لك نبأ
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة