الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٨٤
عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وعكرمة واجعل لنا من لدنك نصيرا قالا حجة ثابتة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت يقول في سبيل الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال إذ رأيتم الشيطان فلا تخافوه واحملوا عليه ان كيد الشيطان كان ضعيفا قال مجاهد كان الشيطان يترايا لي في الصلاة فكنت أذكر قول ابن عباس فاحمل عليه فيذهب عنى * قوله تعالى (ألم تر) الآية * أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس ان عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال انى أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره الله بالقتال فكفوا فأنزل الله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة يسارعون إلى القتال فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذرنا نتخذ معاول فنقاتل بها المشركين وذكر لنا ان عبد الرحمن بن عوف كان فيمن قال ذلك فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال لم أومر بذلك فلما كانت الهجرة وأمروا بالقتال كره القوم ذلك وصنعوا فيه ما تسمعون قال الله تعالى قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال هم قوم أسلموا لم قبل ان يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم الا الصلاة والزكاة فسألوا الله ان يفرض عليهم القتال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم إلى قوله لا تبعتم الشيطان الا قليلا ما بين ذلك في يهود * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم الآية نهى الله هذه الأمة ان يصنعوا صنيعهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله إلى أجل قريب قال هو الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج إلى أجل قريب أي إلى أن يموت موتا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن هشام قال قرأ الحسن قل متاع الدنيا قليل قال رحم الله عبدا صحبها على ذلك ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها الا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه فلم ير شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران قال الدنيا قليل وقد مضى أكثر القليل وبقى قليل من قليل * قوله تعالى (أينما تكونوا) الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله أينما تكونوا قال من الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولو كنتم في بروج مشيدة يقول في قصور محصنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في بروج مشيدة قال المجصصة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في بروج مشيدة قال هي قصور بيض في سماء الدنيا مبنية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في بروج مشيدة قال قصور في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في الآية قال يرون ان هذه البروج في السماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال كان قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وكان لها أجير فولدت المرأة فقالت لأجيرها انطلق فاقتبس لي نارا فانطلق الأجير فإذا هو برجلين قائمين على الباب فقال أحدهما لصاحبه ما ولدت فقال ولدت جارية فقال أحدهما لصاحبه لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمائة ويتزوجها الأجير ويكون موتها بعنكبوت فقال الأجير اما والله لأكذبن حديثهما فرمى بما في يده وأخذ السكين فشحذها وقال ألا تراني أتزوجها بعد ما تزني بمائة ففرى كبدها ورمى بالسكين وظن أنه قد قتلها فصاحت الصبية فقامت أمها فرأت بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت وركب الأجير رأسه فلبث ما شاء الله ان يلبث وأصاب الأجير مالا فأراد ان يطلع ارضه فينظر من مات منهم ومن بقى فاقبل حتى نزل على عجوز وقال للعجوز أبغي لي أحسن امرأة في البلد أصيب منها وأعطيها فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة وهي أحسن جارية في البلد فدعتها إلى الرجل وقالت تصيبين منه معروفا فأبت عليها وقالت إنه قد كان ذك منى فيما مضى فاما اليوم فقد بدا لي ان لا أفعل فرجعت إلى الرجل فأخبرته فقال فاخطبيها على فخطبها وتزوجها فأعجب بها فلما أنس إليها حدثها حديثه فقالت والله لئن كنت صادقا لقد حدثتني أمي حديثك وأني لتلك الجارية قال
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة