الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٨٣
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إن شاء الله * وأخرج البخاري ومسلم وابن ماجة عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي يمرض الأخير بين الدنيا والآخرة وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فعلمت أنه خير * وأخرج ابن جرير عن المقداد قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم قلت في أزواجك انى لأرجو لهن من بعدي الصديقين قال من تعنون الصديقين قلت أولادنا الذين هلكوا صغارا قال لا ولكن الصديقين هم المصدقون * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله خذوا حذركم قال عدتكم من السلاح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فانفر واثبات قال عصبا يعنى سرايا متفرقين أو انفروا جميعا يعنى كلكم * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فانفر واثبات قال عشرة فما فوق ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم الثعلبي وهو يقول فاما يوم خشيتنا عليهم * فتصبح خيلنا عصبا ثباتا * واخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس في سورة النساء خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا عصبا وفرقا قال نسخها وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثبات قال فرقا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى فانفروا ثبات قال هي العصبة وهي الثبة أو انفروا جميعا مع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أو انفروا جميعا أي إذا نفر نبي الله صلى الله عليه وسلم فليس لأحد أن يتخلف عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان منكم لمن ليبطئن إلى قوله فسوف يؤتيه أجرا عظيما ما بين ذلك في المنافق * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان وان منكم لمن ليبطئن قال هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ليبطئن قال ليختلفن عن الجهاد فان أصابتكم مصيبة من العدو وجهد من العيش قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا فيصيبني مثل الذي أصابهم من البلاء والشدة ولئن أصابكم فضل من الله يعنى فتحا وغنيمة وسعة في الرزق ليقولن المنافق وهو نادم في التخلف كان لم يكن بينكم وبينه مودة يقول كأنه ليس من أهل دينكم في المودة فهذا من التقديم يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما يعنى آخذ من الغنيمة نصيبا وافرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وان منكم لمن ليبطئن عن الجهاد وعن الغزو في سبيل الله فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذا لم أكن معهم شهيدا قال هذا قول مكذب ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن الآية قال هذا قول حاسد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وان منكم لمن ليبطئن قال المنافق يبطئ المسلمين عن الجهاد في سبيل الله فان أصابتكم مصيبة قال بقتل العدو من المسلمين قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا قال هذا قول الشامت ولئن أصابكم فضل من الله ظهر المسلمون على عدوهم وأصابوا منهم غنيمة ليقولن الآية قال قول الحاسد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة يقول يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فليقاتل يعنى يقاتل المشركين في سبيل الله قال في طاعة الله ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل يعنى يقتله العدو أو يغلب يعنى يغلب العدو من المشركين فسوف نؤتيه أجرا عظيما يعنى جزاء وافرا في الجنة فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الاجر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين قال وسبيل المستضعفين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال المستضعفون أناس مسلمون كانوا بمكة لا يستطيعون أن يخرجوا منها * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال كنت أنا وأمي من المستضعفين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال أمر المؤمنون ان يقاتلوا عن مستضعفين مؤمنين كانوا بمكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة في قوله ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها قال مكة * وأخرج ابن جرير
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة