الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٨١
عمر من قتله فكره الله ان يسن ذلك بعد فقال ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم إلى قوله وأشد تثبتا * وأخرج الحافظ دحيم في تفسيره عن عتبة بن ضمرة عن أبيه ان رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل فقال المقضى عليه لا أرضى فقال صاحبه فما تريد قال إن تذهب إلى أبى بكر الصديق فذهبا إليه فقال أنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى ان يرضى قال نأتي عمر فأتياه فدخل عمر منزله وخرج والسيف في يده فضرب به رأس الذي أبى ان يرضى فقتله وأنزل الله فلا وربك الآية * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن مكحول قال كان بين رجل من المنافقين ورجل من المسلمين منازعة في شئ فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى على المنافق فانطلقا إلى أبى بكر فقال ما كنت لا قضى بين من يرغب من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقا إلى عمر فقصا عليه فقال عمر لا تعجلا حتى أخرج إليكما فدخل فاشتمل على السيف وخرج فقتل المنافق ثم قال هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عمر قد قتل الرجل وفرق الله بين الحق والباطل على لسان عمر فسمى الفاروق * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فيما شجر بينهم قال فيما أشكل عليهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهيرا وهو يقول متى تشتجر قوم قتل سراتهم * هم بيننا فهم رضا وهم عدل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله حرجا قال شكا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر في قوله حرجا قال اثما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت هذه الآية قال الرجل الذي خاصم الزبير وكان من الأنصار سلمت * وأخرج ابن المنذر عن أبي سعيد الخدري انه نازع الأنصار في الماء من الماء فقال لهم أرأيت لو انى علمت أن ما تقولون كما تقولون واغتسل انا فقالوا له لا والله حتى لا يكون في صدرك حرج مما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم * قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم) الآية * أخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم هم يهود يعنى والعرب كما أمر أصحاب موسى عليه السلام ان يقتل بعضهم بعضا بالخناجر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في قوله ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وفيه أيضا وآتوا حقه يوم حصاده * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من اليهود فقال اليهودي والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا فقال ثابت والله لو كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا فأنزل الله في هذا ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وأخرج ابن جرير وابن إسحاق السبيعي قال لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم الآية قال رجل لو أمرنا لفعلنا والحمد لله الذي عافانا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن من أمتي لرجالا الايمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي * وأخرج ابن المنذر من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن الحسن قال لما نزلت هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال ناس من الأنصار والله لو كتبه الله علينا لقبلنا الحمد لله الذي عافانا ثم الحمد لله الذي عافانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان أثبت في قلوب رجال من الأنصار من الجبال الرواسي * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هشام عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال أناس من الصحابة لو فعل ربنا لفعلنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال للايمان أثبت في قلوب أهله من الجبال الرواسي * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال أبو بكر يا رسول الله والله لو أمرتني ان أقتل نفسي لفعلت قال صدقت يا أبا بكر * وأخرج ابن أبي حاتم عن شريح بن عبيد قال لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم أشار بيده إلى عبد الله بن رواحة فقال لو أن الله كتب ذلك لكان هذا من أولئك القليل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو نزلت كان ابن أم عبد منهم * وأخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان في الآية قال كان عبد الله بن مسعود من القليل الذي يقتل
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة