الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٧٨
فقال هل تدرى فيم جئتك أما تذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذي قال له أميره قم فقع في النار فقام الرجل ليقع فيها فأدلك فامسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو وقع فيها لدخل النار لا طاعة في معصية الله قال بلى قال فإنما أردت أن أذكرك هذا الحديث * وأخرج البخاري في تاريخه والنسائي والبيهقي في الشعب عن الحارث الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع * وأخرج البيهقي عن المقدام ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطيعوا أمراءكم فان أمروكم بما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم وان أمروكم بما لم آتكم به فهو عليهم وأنتم برآء من ذلك إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسولا فأطعناه باذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم باذنك وأمرت علينا أمراء فأطعناهم باذنك فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه برآء * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود ثم يكون علكيم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل أنقاتلهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلاة * وأخرج البيهقي عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم سترون بعدي أثره وأمورا تنكرونها قلنا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الذي لكم * وأخرج أحمد عن أبي ذر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه وليس بمقبول منه حتى يسد ثلمته التي ثلم وليس بفاعل ثم يعود فيكون فيمن يعزه أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا نغلب على ثلاث ان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن * وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الامارة لقى الله ولا وجه له عنده * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تسبوا السلطان فإنهم فئ الله في أرضه * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن أنس بن مالك قال أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان لا نسب أمراءنا ولا نغشهم ولا نعصيهم وان نتقي الله ونصبر فان الامر قريب * وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال لا يصلح الناس الا أمير برأ وفاجر قالوا هذا البر فكيف بالفاجر قال إن الفاجر يؤمن الله به السبل ويجاهد به العدو ويجئ به الفئ ويقام به الحدود ويحج به البيت ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فان تنازعتم في شئ قال فان تنازع العلماء فردوه إلى الله والرسول قال يقول فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله ثم قرأ ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ميمون بن مهران في الآية قال الرد إلى الله الرد إلى كتابه والرد إلى رسوله ما دام حيا فإذ اقبض فإلى سنته * وأخرج ابن جرير عن قتادة والسدي مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ذلك خير وأحسن تأويلا يقول ذلك أحسن ثوابا وخير عاقبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأحسن تأويلا قال أحسن جزاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى وأحسن تأويلا قال عاقبة * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضى بين اليهود فيما يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المسلمين فأنزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا إلى قوله احسانا وتوفيقا * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الجلاس بن الصامت قبل توبته ومعتب بن قشير ورافع بن زيد وبشير كانوا يدعون الاسلام فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية فأنزل الله فيهم ألم تر إلى الذين يزعمون الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي قال كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة وفى لفظ ورجل ممن زعم أنه مسلم فجعل اليهودي يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد علم أنه لا يأخذ الرشوة في الحكم وجعل الآخر يدعوه إلى
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة