الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
وأما قولك زعمنا ان لنا ملكا فالزعم في كتاب الله شك وكل يشهدان لنا ملكا لا تملكون يوما الا ملكنا يومين ولا شهرا الا ملكنا شهرين ولا حولا الا ملكنا حولين والله أعلم * قوله تعالى (ان الذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ثوير عن ابن عمر في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غير ها قال إذا احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضاء أمثال القراطيس * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف من طريق نافع عن ابن عمر قال قرئ عند عمر كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب فقال معاذ عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة فقال عمر هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر قال تلا رجل عن عمر كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فقال كعب عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الاسلام فقال هاتها يا كعب فان جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك قال انى قرأتها قبل الاسلام كما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غير ها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة فقال عمر هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال بلغني انه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة كلما أنضجتهم وأكلت لحومهم قيل لهم عودوا فعادوا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم حتى تفضي النار إلى العظام ويبدلون جلودا غيرها يذيقهم الله شديد العذاب فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله وكفرهم بآيات الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يزيد الحضرمي انه بلغه في قول الله كلما نضحت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال يجعل للكافر مائة جلد بين كل جلدين لون من العذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال سمعنا انه مكتوب في الكتاب الأول ان جلد أحدهم أربعون ذراعا وسنه سبعون ذراعا وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة بن اليمان قال أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا حذيفة ان في جهنم لسباعا من نار وكلابا من نار وكلاليب من نار وسيوفا من نار وانه تبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضوا عاد مكانه غضا جديدا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال قال أبو مسعود لأبي هريرة أتدري كم غلظ جلد الكافر قال لا قال غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال غلظ جلد الكافر أربعون ذراعا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا وان ضرس أحدهم لمثل أحد * قوله تعالى (وندخلهم ظلا ظليلا) * أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع ابن أنس في قوله وندخلهم ظلا ظليلا قال هو ظل العرش الذي لا يزول * قوله تعالى (ان الله يأمركم) الآية * أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن أبي طلحة فلما أتاه قال أرني المفتاح فاتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجعله لي مع السقاية فكف عثمان يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرني المفتاح يا عثمان فبسط يده يعطيه فقال العباس مثل كلمته الأولى فكف عثمان يده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان ان كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فهاتني المفتاح فقال هاك بأمانة الله فقام ففتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم معه قداح يستقسم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما للمشركين قاتلهم الله وما شأن إبراهيم وشأن القداح ثم دعا بجفنة فيها ماء فأخذ ماء فغممه ثم غمس بها تلك التماثيل وأخرج مقام إبراهيم وكان في الكعبة ثم قال يا أيها الناس هذه القبلة ثم خرج فطاف بالبيت ثم نزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح ثم قال إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال نزلت في عثمان بن طلحة
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة