الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٩
كعب فقال أسلم كعب في زمان عمر أقبل وهو يريد بيت المقدس فمر على المدينة فخرج إليه عمر فقال يا كعب أسلم قال ألستم تقرؤن في كتابكم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا وانا قد حملت التوراة فتركه ثم خرج حتى انتهى إلى حمص فسمع رجلا من أهلها يقرأ هذه الآية يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها قال كعب يا رب آمنت يا رب أسلمت مخافة ان تصيبه هذه الآية ثم رجع فأتى أهله باليمن ثم جاء بهم مسلمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله من قبل ان نطمس وجوها يقول عن صراط الحق فنردها على أدبارها قال في الضلالة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال الطمس ان يرتدوا كفارا فلا يهتدوا أبدا أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ان نجعلهم قردة وخنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد فنردها على أدبارها قال كان أبى ينول إلى الشام أي رجعت إلى الشام من حيث جاءت ردوا إليه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال نطمسها عن الحق فنردها على أدبارها على ضلالتها أو نلعنهم يقول سبحانه وتعالى أو نجعلهم قردة * قوله تعالى (ان الله لا يغفر أن يشرك به) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي ابن أخي لا ينتهى عن الحرام قال وما دينه قال يصلى ويوحد الله قال استوهب منه دينه فان أبى فابتعه منه فطلب الرجل ذلك منه فأبى عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال وجدته شحيحا على دينه فنزلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبرار من طرق عن ابن عمر قال كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس وآكل مال اليتيم وشاهد الزور وقاطع الرحم حتى نزلت هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأمسكنا عن الشهادة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله حتى نزلت علينا هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما سمعنا هذا كففنا عن الشهادة وأرجأنا الأمور إلى الله * وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدي بسند صحيح عن ابن عمر قال كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال انى ادخرت دعوتي شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ثم نطقنا بعد ورجونا * وأخرج ابن المنذر من طريق المعتمر بن سليمان عن سليمان بن عتبة البارقي قال حدثنا إسماعيل بن ثوبان قال شهدت في المسجد قبل الداء الأعظم فسمعتهم يقولون من قتل مؤمنا إلى آخر الآية فقال المهاجرون والأنصار قد أوجب له النار فلما نزلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قالوا ما شاء الله يصنع الله ما يشاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال لما نزلت يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية فقام رجل فقال والشرك يا نبي الله فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية * وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز قال لما نزلت هذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا الآية قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فتلاها على الناس فقام إليه رجل فقال والشرك بالله فسكت مرتين أو ثلاثا فنزلت هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأثبتت هذه في الزمر وأثبتت هذه في النساء * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال في هذه الآية ان الله حرم المغفرة على من مات وهو كافر وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن بكر بن عبد الله المزني ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ثنيا من ربنا على جميع القرآن * وأخرج الفريابي والترمذي وحسنه عن علي قال أحب آية إلى في القرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء قال اختلفت إلى ابن عباس ثلاث عشرة سنة فما من شئ من القرآن الا سألته عنه ورسولي يختلف إلى عائشة فما سمعته ولا سمعت أحدا من العلماء يقول إن الله يقول لذنب أغفره * وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يموت لا يشرك بالله شيئا الا حلت المغفرة ان شاء غفر له وان شاء عذبه ان الله استثنى فقال إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة