الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٧١
نعلم أبناءنا التوراة صغارا فلا يكون لهم ذنوب وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال إن الرجل ليغدو بدينه ثم يرجع وما معه منه شئ يلقى الرجل ليس يملك له نفعا ولا ضرا فيقول والله انك لذيت وذيت ولعله ان يرجع ولم يجد من حاجته بشئ وقد أسخط الله عليه ثم قرأ ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ولا يظلمون فتيلا قال الفتيل ما خرج من بين الإصبعين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال الفتيل هو ان تدلك بين إصبعيك فما خرج منهما فهو ذلك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال النقير النقرة تكون في النواة التي تنبت منها النخلة والفتيل الذي يكون على شق النواة والقطمير القشر الذي يكون على النواة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الفتيل الذي في الشق الذي في بطن النواة * وأخرج الطستي وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ولا يظلمون فتيلا قال لا ينقصون من الخير والشر مثل الفتيل وهو الذي يكون في شق النواة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان يقول يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو * ثم لا يرزأ الأعادي فتيلا وقال الأول أيضا أعاذل بعض لومك لا تلحي * فان اللوم لا يغنى فتيلا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال النقير الذي يكون في وسط النواة في ظهرها والفتيل الذي يكون في جوف النواة ويقولون ما يدلك فيخرج من وسخها والقطمير لفافة النواة أو سحاة البيضة أو سحاة القصبة * وأخرج عبد بن حميد عن عطية الجدلي هي ثلاثة في النواة القطمير وهي قشرة النواة والنقير الذي غابت في وسطها والفتيل الذي رأيت في وسطها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال قالت يهود ليس لنا ذنوب الا كذنوب أولادنا يوم يولدون فان كانت لهم ذنوب فان لنا ذنوبا فإنما نحن مثلهم قال الله أنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) * أخرج الطبراني والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس قال قدم حيى بن أخطب وكعب بن الأشرف مكة على قريش فحالفوهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم أنتم أهل العلم القديم وأهل الكتاب فأخبرونا عنا وعن محمد قالوا ما أنتم وما محمد قالوا ننحر الكوماء ونسقي اللبن على الماء ونفك العناة ونسقي الحجيج ونصل الأرحام قالوا فما محمد قالوا صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار قالوا لا بل أنتم خير منهم وأهدى سبيلا فأنزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى آخر الآية * وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة مرسلا * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا الا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية قال أنتم خير منه فأنزلت ان شانئك هو الأبتر وأنزلت ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى قوله نصيرا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عكرمة ان كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من كفار قريش فاستحباشهم على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يغزوه وقال انا معكم نقاتله فقالوا انكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب ولا نأمن أن يكون هذا مكرا منكم فان أردت ان نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما ففعل ثم قالوا نحن أهدى أم محمد فنحن ننحر الكوماء ونسقي اللبن على الماء ونصل الرحم ونقري الضيف ونطوف بهذا البيت ومحمد قطع رحمه وخرج من بلده قال بل أنتم خير وأهدى فنزلت فيه ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال أنزلت في كعب بن الأشرف قال كفار قريش أهدى من محمد عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى عن أبي مالك قال لما كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واليهود من النضير ما كان حين أتاهم يستعينهم في دية العامريين فهموا به وبأصحابه فاطلع الله رسوله على ما هموا به من ذلك ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هرب كعب بن الأشرف حتى أتى مكة فعاهدهم على محمد فقال له أبو سفيان يا أبا سعيد
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة