الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٣
أمثالها فقال رجل وما للمهاجرين قال إن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وإذا قال الله لشئ عظيم فهو عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة انه تلا هذه الآية فقال لان تفضل حسناتي على سيأتي بمثقال ذرة أحب إلى من الدنيا وما فيها * واخرج الطيالسي وأحمد ومسلم وابن جرير عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان قال أبو سعيد فمن شك فليقرأ ان الله لا يظلم مثقال ذرة * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال يؤتى بالعبد يوم القيامة فينادى مناد على رؤس الأولين والآخرين هذا فلان بن فلان من كان له حق فليأت إلى حقه فيفرح والله المرء ان يدور له الحق على والده أو ولده أو زوجته فيأخذه منه وان كان صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فيقال له ائت هؤلاء حقوقهم فيقول أي رب ومن أين وقد ذهبت الدنيا فيقول الله لملائكته انظروا أعماله الصالحة وأعطوهم منها فان بقى مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا ربنا أعطينا كل ذي حق حقه وبقى له مثقال ذرة من حسنة فيقول للملائكة ضعفوها لعبدي وادخلوه بفضل رحمتي الجنة ومصداق ذلك في كتاب الله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما أي الجنة يعطيها وان فنيت حسناته وبقيت سيئاته قالت الملائكة الهنا فنيت حسناته وبقى طالبون كثير فيقول الله ضعوا عليه من أوزارهم واكتبوا له كتابا إلى النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وان تك حسنة وزن ذرة زادت على سيئاته يضاعفها فاما المشرك فيخفف به عنه العذاب ولا يخرج من النار أبدا * وأخرج ابن المنذر عن أبي رجاء انه قرأ وان تك حسنة يضعفها بتثقيل العين * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عثمان قال بلغني عن أبي هريرة انه قال إن الله يجزى المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة فأتيته فسألته قال نعم وألفى ألف حسنة وفى القران من ذلك أن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها فمن يدرى مما ذلك الأضعاف * وأخرج ابن جرير عن أبي عثمان النهدي قال لقيت أبا هريرة فقلت له بلغني انك تقول ان الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة قال وما أعجبك من ذلك فوالله لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليضاعف الحسنة ألفى ألف حسنة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال الجنة * قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ على قلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل قال نعم انى أحب ان أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان * وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود اقرأ قال اقرأ وعليك انزل الله قال انى أحب ان أسمعه من غيري فافتتح سورة النساء حتى بلغ فكيف إذ جئنا من كل أمة بشهيد الآية فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكف عبد الله * وأخرج ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الأنصاري وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه فامر قارئا فقرأ فأتى على هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه وقال يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره * وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رب هذا شهدت على من انا بين ظهريه فكيف بمن لم أره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فكيف إذا جئنا
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة