أنبئكم بأكبر الكبائر الاشراك بالله ثم قرأ ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وعقوق الوالدين ثم قرأ ان اشكر لي ولوالديك إلى المصير وكان متكئا فاحتفز فقال الا وقول الزور * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال إن من أكبر الذنب عند الله ان يقول لصاحبه اتق الله فيقول عليك نفسك من أنت تأمرني * وأخرج ابن المنذر عن سالم بن عبد الله التمار عن أبيه ان أبا بكر وعمرو ناسا من الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم ينتهون إليه فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو العاصي أسأله عن ذلك فأخبرني ان أعظم الكبائر شرب الخمر فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك وتواثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره فأخبرهم انهم تحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ملكا من بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره ان يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزنى أو يأكل لحم خنزير أو يقتله ان أبى فاختار شرب الخمر وانه لما شربها لم يمتنع من شئ أراده منه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أحد يشربها فيقبل الله له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفى مثانته منها شئ الا حرمت عليه الجنة وان مات في الأربعين مات ميتة جاهلية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال الكبائر الاشراك بالله لان الله يقول لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون والامن لمكر الله لان الله يقول فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وعقوق الوالدين لان الله جعل العاق جبارا عصيا وقتل النفس التي حرم الله لان الله يقول فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية وقذف المحصنات لان الله يقول لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم وأكل مال اليتيم لان الله يقول انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا والفرار من الزحف لان الله يقول ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله وبئس المصير وأكل الربا لان الله يقول الذين يأكلون الربا لا يقومون الآية والسحر لان الله يقول ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق والزنا لان الله يقول يلق آثاما الآية واليمين الغموس الفاجرة لان الله يقول إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم الآية والغلول لان الله يقول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ومنع الزكاة المفروضة لان الله يقول فكوى بها جباههم الآية وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله يقول ومن يكتمها فإنه آثم قلبه وشرب الخمر لان الله عدل بها الأوثان وترك الصلاة متعمدا لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله ورسوله ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله يقول لهم اللعنة ولهم سوء الدار * وأخرج عبد بن حميد والبزار وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن الكبائر قال ما بين أول سورة النساء إلى رأس ثلاثين آية منها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال الكبائر من أول سورة النساء إلى قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه سئل عن الكبائر فقال افتتحوا سورة النساء فكل شئ نهى الله عنه حتى تأتوا ثلاثين آية فهو كبير ثم قرأ مصداق ذلك أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ من النساء حتى بلغ ثلاثين آية منها ثم قرأ ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه مما في أول السورة إلى حيث بلغ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم قال كانوا يرون ان الكبائر فيما بين أول هذه السورة سورة النساء إلى هذا الموضع ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه * وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال سألت عبيدة عن الكبائر فقال الاشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله بغير حقها وفرار يوم الزحف وأكل مال اليتيم بغير حقه وأكل الربا والبهتان ويقولون أعرابية بعد الهجرة قيل لابن سيرين فالسحر قال إن البهتان يجمع شرا كبيرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مغيرة قال كان يقال شتم أبى بكر وعمر رضي الله عنهما من الكبائر * وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن الأوزاعي قال كان يقال من الكبائر ان يعمل الرجل الذنب فيحتقره * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة بصغيرة مع الاصرار * * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ تكفر بالتاء ونصب الفاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه تكفر عنكم سيأتكم قال انما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله نكفر عنكم سيأتكم قال الصغار وندخلكم مدخلا كريما قال الكريم هو الحسن في الجنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة انه كان يقول المدخل
(١٤٨)