الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
فروع منثورة تتعلق بالعموم والخصوص 4004 الأول إذا سيق العام للمدح أو الذم فهل هو باق على عمومه فيه مذاهب أحدها نعم إذ لا صارف عنه ولا تنافي بين العموم وبين المدح أو الذم والثاني لا لأنه لم يسق للتعميم بل للمدح أو للذم والثالث وهو الأصح التفصيل فيعم إن لم يعارضه عام آخر لم يسق لذلك ولا يعم ن عارضه ذلك جمعا بينهما مثاله ولا معارض قوله تعالى * (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) * ومع المعارض قوله تعالى * (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) * فإنه سيق للمدح وظاهره يعم الأختين بملك اليمين جمعا وعارضه في ذلك * (وأن تجمعوا بين الأختين) * فإنه شامل لجمعهما بملك اليمين ولم يسق للمدح فحمل الأول على غير ذلك بأن لم يرد تناوله له 4005 ومثاله في الذم * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * الآية فإنه سيق للذم وظاهره يعم الحلي المباح وعارضه في ذلك حديث جابر (ليس في لحلي زكاة) فحمل الأول على غير ذلك 4006 الثاني اختلف في الخطاب الخاص به صلى الله عليه وسلم نحو * (يا أيها النبي) * * (يا أيها الرسول) * هل يشمل الأمة فقيل نعم لأن أمر القدوة أمر لأتباعه معه عرفا والأصح في الأصول المنع لاختصاص الصيغة به 4007 الثالث اختلف في الخطاب ب (يا أيها الناس) هل يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم على مذاهب أصحها وعليه الأكثرون نعم لعموم الصيغة له 4008 أخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال إذا قال الله (يا أيها الذين آمنوا افعلوا) فالنبي صلى الله عليه وسلم منهم 4009 والثاني لا لأنه ورد على لسانه لتبليغ غيره ولما له من الخصائص
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»